عن الإمام الصادق عليه السّلام في معنى الكوثر قال: «نهي في الجنّة أعطاه اللّه نبيّه عوضا من ابنه» [2].
و قيل: هو حوض النّبي الذي يكثر النّاس عليه يوم القيامة.
و قيل: هو النّبوة و الكتاب، و قيل: هو القرآن. و قيل: كثرة الأصحاب و
الأشياع. و قيل: هو كثرة النسل و الذرية و قد ظهرت الكثرة في نسله من ولد فاطمة
عليها السّلام حتى لا يحصى عددهم، و اتصل إلى يوم القيامة مددهم، و
الفخر الرازي نقل خمسة عشر رأيا في تفسير الكوثر، و لكن هذه التفاسير تبيّن
غالبا المصاديق البارزة لمعناها الواسع و هو «الخير الكثير».
نعلم أنّ اللّه سبحانه أعطى رسوله الأكرم صلّى اللّه عليه و آله و سلّم نعما
كثيرة، منها ما ذكره المفسّرون في معنى الكوثر و غيرها كثير، و كلّها يمكن أن تكون
تفسيرا مصداقيا للآية.
على أي حال، كلّ الهبات الإلهية لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في
كل المجالات تدخل في إطار هذا الخير الكثير، و من ذلك انتصاراته على الأعداء في
الغزوات، بل حتى علماء أمته الذين يحملون مشعل الإسلام و القرآن في كلّ زمان و
مكان.
و لا ننسى أنّ كلام اللّه سبحانه تعالى لنبيّه في هذه السّورة كان قبل ظهور
الخير الكثير. فهو إخبار بالمستقبل القريب و البعيد، إخبار إعجازي يشكل دليلا آخر
على صدق دعوة الرسول الأعظم صلّى اللّه عليه و آله و سلّم.
هذا الخير الكثير يستوجب شكرا عظيما، و إنّ كان المخلوق لا يستطيع أداء