responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 20  صفحة : 438

و يقول سبحانه لرسله: يا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّباتِ وَ اعْمَلُوا صالِحاً [1].

و لما كان الإيمان و العمل الصالح لا يكتب لهما البقاء إلّا في ظلّ حركة اجتماعية تستهدف الدعوة إلى الحق و معرفته من جهة، و الدعوة إلى الصبر و الاستقامة على طريق النهوض بأعباء الرسالة، فإنّ هذين الأصلين تبعهما أصلان آخران هما في الحقيقة ضمان لتنفيذ أصلي «الإيمان» و «العمل الصالح».

الأصل الثّالث: «التواصي بالحق»، أي الدعوة العامّة إلى الحق، ليميز كلّ أفراد المجتمع الحق من الباطل، و يضعوه نصب أعينهم، و لا ينحرفون عنه في مسيرتهم الحياتية.

«تواصوا» كما يقول الراغب تعني أن يوصي بعضهم إلى بعض.

و «الحق» في الأصل الموافقة و المطابقة للواقع. و ذكر للكلمة معاني قرآنية متعددة من ذلك، و القرآن، و الإسلام، و التوحيد، و العدل، و الصدق، و الوضوح، و الوجوب و أمثالها من المعاني التي ترجع إلى نفس المعنى الأصلي الذي ذكرناه.

عبارة تَواصَوْا بِالْحَقِ‌ تحمل على أي حال معنى واسعا يشمل الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و يشمل أيضا تعليم الجاهل و إرشاده، و تنبيه الغافل، و الدعوة إلى الإيمان و العمل الصالح.

واضح أن المتواصين بالحق يجب أن يكونوا بدورهم من العاملين به، و المدافعين عنه.

الأصل الرّابع: «التواصي بالصبر»، و الاستقامة، إذ بعد الإيمان و الحركة في المسيرة الإيمانية تبرز في الطريق العوائق و الموانع و السرور. و بدون الاستقامة و الصبر لا يمكن المواصلة في إحقاق الحقّ و العمل الصالح و الثبات على الإيمان.


[1]- المؤمنون، الآية 51.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 20  صفحة : 438
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست