الصالحة في هذه الدنيا، و هكذا المؤمنون ينالون جزاء أعمالهم السيئة في هذا
العالم.
و الظاهر أنّ الآيات التي نحن بصددها ترتبط بالقيامة لا بالدنيا، أضف إلى ذلك
ليست هناك قاعدة كليّة تقضي أن يرى كل مؤمن و كافر نتيجة أعماله في هذه الدنيا.
3- الآية الجامعة
روي عن عبد اللّه بن مسعود قال: إنّ أحكم آية في القرآن: فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ وَ مَنْ
يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ. و
كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يسميها «الجامعة» [1].
و حقّا، لو تدبر الإنسان في محتوى هذه الآية تكفيه دافعا إلى طريق الخير و
ناهيا عن طريق الفساد و الانحراف.
لذا ورد أنّ رجلا جاء النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و قال له: علمني
ممّا علمك اللّه.
فأوكله النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم إلى أحد أصحابه ليعلمه القرآن،
فعلمه: إِذا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ إلى آخر السّورة. فنهض الرجل و قال: هذه تكفيني ... و في
رواية قال:
تكفيني هذه الآية.
عن زيد بن أسلم (رض) أنّ رجلا جاء إلى النبيّ
صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فقال: علمني ما علمك اللّه، فدفعه إلى رجل يعلمه
القرآن فعلمه إذا زلزلت الأرض حتى بلغ فمن يعمل إلخ ... قال الرجل: حسبي. فأخبر
بذلك النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فقال: «دعه فقد فقه الرجل» [2]
و
عن أبي سعيد الخدري قال: لما أنزلت
هذه الآية فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً
يَرَهُ، وَ مَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ قلت: يا رسول اللّه إنّي لراء عملي؟ قال: نعم.
قلت: الكبار الكبار. قال: نعم. قلت: الصغار الصغار. قال: نعم. قلت وا ثكلى
امي،