تشير إلى ذلك
آيات قرآنية كثيرة [1]، و منها يقدّم في كؤوس
مختومة، كما في الآيات أعلاه، و يأتي ال «تسنيم» في قمّة أشربة الجنّة، و له من
العطاء على روح شاربه ما لا يوصف بوصف أبدا.
و نعود لنكرر
القول مرّة أخرى: إنّ حقيقة النعم الإلهية في عالم الآخرة لا يمكن لأيّ كان من أن
يتكلم عنها بلسان أو يوصفها بقلم أو يتصورها في ذهن، و كلّ ما يقال عنها لا يتعدى
عن كونه صورا تقريبية على ضوء ما يناسب محدودية الإنسان.
و الآية (17)
من سورة السجدة: فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهُمْ
مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ خير دليل على ذلك.
بحثان
1- من هم
«الأبرار» و «المقرّبين»؟
ورد ذكر
«الأبرار» و «المقربين» كثيرا في القرآن الكريم، و ما أعدّ لهم من درجة رفيعة و
ثواب عظيم، حتى أنّ أولي الألباب تمنوا أن تكون وفاتهم مع الأبرار، كما تقول الآية
(193) من سورة آل عمران: وَ تَوَفَّنا مَعَ الْأَبْرارِ.
و تناولت
الآيات (5- 22) من سورة الدهر ما أعدّ لهم من ثواب جزيل، كما و تناولت الآية (13)
من سورة الإنفطار، و الآيات المبحوثة بعض ما ينتظرهم من ألطاف إلهية.
فمن هم يا
ترى؟
«الأبرار»: هم أصحاب النفوس الزكية الأبية
الطاهرة، و معتنقي العقائد
[1]- كالآية (15) من سورة محمّد صلّى اللّه عليه
و آله و سلّم.