responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 20  صفحة : 364

و عبارة أُولئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ عبارة قارعة مثيرة، تعني أنّه لا يوجد بين الأحياء و غير الأحياء موجود أضل و اسوأ من الذين تركوا الطريق المستقيم بعد وضوح الحق و إتمام الحجّة، و ساروا في طريق الضلال، مثل هذا المعنى ورد أيضا في قوله تعالى: إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ‌ [1].

و في قوله سبحانه يصف أهل النّار: أُولئِكَ كَالْأَنْعامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولئِكَ هُمُ الْغافِلُونَ‌ [2].

و هذه الآية التي نحن بصددها تذهب في وصف هؤلاء المعاندين إلى أبعد ممّا تذهب إليه غيرها، لأنّها تصفهم بأنّهم شرّ المخلوقات، و هذا بمثابة بيان الدليل على خلودهم في نار جهنم.

و لم لا يكونون شرّ المخلوقات و قد فتحت أمامهم جميع أبواب السعادة فاعرضوا عنها كبرا و غرورا و عنادا.

تقديم ذكر «أهل الكتاب» على «المشركين» في هذه الآية أيضا، قد يعود إلى ما عندهم من كتاب سماوي و علماء و من صفات صريحة لنبيّ الإسلام صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في كتبهم، لذلك كانت معارضتهم أفظع و أسوأ.

الآية التالية تذكر المجموعة الثّانية، و هم المؤمنون و تقول: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ.

و الآية التالية تذكر جزاء هؤلاء المؤمنين، و ما لهم عند اللّه من مثوبة:

جَزاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَ رَضُوا عَنْهُ، ذلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ‌.

يلاحظ أنّ الحديث عن المؤمنين مقرون بذكر الأعمال الصالحة، باعتبارها ثمرة دوحة الإيمان. و في ذلك إشارة إلى أن ادعاء الإيمان وحده لا يكفي، بل‌


[1]- الأنفال، الآية 22.

[2]- الأعراف. الآية 179.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 20  صفحة : 364
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست