responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 20  صفحة : 359

و هذا يعني أنّ هؤلاء آمنوا بعد ما جاءتهم البيّنة، لكن الآيات التالية تدل على غير ذلك، اللّهم إلّا إذا قيل أنّ المقصود إيمان مجموعة منهم و إن كانت قليلة و تكون المسألة من قبيل ما يسمى في المنطق «موجبة جزئية».

و لكن على أي حال نستبعد هذا التّفسير، و يبدو أنّ الفخر الرازي لهذا السبب وصف الآية الاولى من هذه السّورة بأنّها أعقد آية في القرآن لتعارضها مع الآيات التالية، و لحل هذا التعارض ذكر طرقا متعددة أفضلها هو الذي ذكرناه أعلاه.

ثمّة تفسير ثالث للآية هو أنّ اللّه لا يترك أهل الكتاب و المشركين لحالهم حتى يتمّ الحجّة عليهم و يرسل إليهم البيّنة و يبيّن لهم الطريق. و لذلك أرسل إليهم نبيّ الإسلام لهدايتهم.

بناء على هذا التّفسير، هذه الآية تشير إلى قاعدة اللطف التي يتناولها علم الكلام و تقرر أن اللّه يبعث إلى كلّ قوم دلائل واضحة ليتمّ الحجّة عليهم‌ [1].

على أي حال، «البيّنة» في الآية هي الدليل الواضح، و مصداقها حسب الآية الثّانية شخص «رسول اللّه» و هو يتلو عليهم القرآن.

«صحف» جمع «صحيفة»، و تعني ما يكتب عليه من الورق، و المقصود بها هنا محتوى هذه الأوراق، إذ نعلم أنّ الرّسول الأعظم صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لم يكن يتلو شيئا عليهم من الأوراق.

و «مطهرّة» أي طاهرة من كلّ ألوان الشرك و الكذب و الباطل. و من تلاعب شياطين الجن و الإنس. كما جاء أيضا في قوله تعالى: لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَ لا مِنْ خَلْفِهِ‌ [2] جملة فِيها كُتُبٌ قَيِّمَةٌ إشارة إلى أنّ ما في هذه الصحف السماوية خال من‌


[1]- يجب ملاحظة أن «منفكين» جمع (منفك) يمكن أن تكون اسم فاعل أو اسم مفعول، فعلى التّفسيرين الأوّل و الثّاني تعطي معنى اسم الفاعل، و على التّفسير الثّالث معنى اسم المفعول، فلاحظ.

[2]- فصلت، الآية 42.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 20  صفحة : 359
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست