المشهور أنّ هذه السّورة نزلت في المدينة، و محتواها يؤيد ذلك، إذ تحدثت في
مواضع متعددة عن أهل الكتاب، و المسلمون واجهوا أهل الكتاب في المدينة غالبا.
أضف إلى ذلك أنّ السّورة تحدثت عن الصلاة و الزكاة، و الزكاة- و إن شرعت في
مكّة- اتخذت طابعها الرسمي الواسع في المدينة.
هذه السّورة تناولت رسالة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و ما فيها
من دلائل بيّنة، هذه الرسالة التي كان أهل الكتاب ينتظرونها، حين ظهرت أعرض عنها
فريق منهم لما وجدوا فيها من خطر على مصالحهم الشخصية.
و السّورة تقرر حقيقة وجود الإيمان و التوحيد و الصلاة و الصيام في كل الأديان
و دعوات الأنبياء باعتبارها أصولا ثابتة خالدة.
و في مقطع آخر من السّورة بيان عن مواقف أهل الكتاب و المشركين تجاه الإسلام
... بعضهم آمن و عمل صالحا فهو خير المخلوقات، و بعضهم كفر و أشرك فهو شرّ
البريّة.
هذه السّورة أطلق عليها لمناسبة ألفاظها اسماء متعددة أشهرها: «البينة» و «لم
يكن» و «القيمة».