فتحولت النّار إلى جنينة. ألا تتحول نار جهنم ببركة سلام الملائكة على
المؤمنين في ليلة القدر إلى برد و سلام.
نعم هذه كرامة لامّة محمّد و تعظيم لها حيث تنزل الملائكة هناك على الخليل
عليه السّلام و تنزل هنا على امّة الإسلام [1]
بحوث
1- ما هي الأمور التي تقدّر في ليلة القدر؟
في سبب تسمية هذه الليلة بليلة القدر قيل الكثير من ذلك:
1- لأنّها الليلة التي تعيّن فيها مقدرات العباد لسنة كاملة، يشهد على ذلك
قوله تعالى: إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةٍ
مُبارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ، فِيها يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ[2] هذه الآية
الكريمة تنسجم مع ما جاء من الرّوايات تقول: في هذه الليلة تعيّن مقدرات النّاس
لسنة كاملة، و هكذا أرزاقهم، و نهاية أعمارهم، و أمور أخرى تفرق و تبيّن في تلك
الليلة المباركة.
هذه المسألة طبعا لا تتنافى مع حرية إرادة الإنسان و مسألة الإختيار، لأنّ
التقدير الإلهي عن طريق الملائكة إنّما يتمّ حسب لياقة الأفراد و ميزان إيمانهم و
تقواهم و طهر نيّتهم و أعمالهم.
أي يقدر كلّ فرد ما يليق له؛ و بعبارة اخرى، أرضية التقدير يوفرها الإنسان
نفسه، و هذا لا يتنافى مع الإختيار بل يؤكّده.
2- و قال بعض إنّها سمّيت بالقدر لما لها من قدر عظيم و شرف كبير (في