و يبدو أنّ أعداء الإسلام دسّوا هذه الرّوايات للطعن في الإسلام و للحط من
شخصية النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم.
التّفسير
اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ
الآية الاولى فيها خطاب للنّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم تقول له:
اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ[1]، قيل إنّ مفعول
اقرأ محذوف و تقديره: اقرأ القرآن باسم ربّك، و استدلّ بعضهم بهذه الآية على أنّ
البسملة جزء من سور القرآن [2].
و قيل: إنّ الباء هنا زائدة، أي اقرأ اسم ربّك، و هذا بعيد لأنّ المناسب و هذه
الحالة أن يقال اذكر اسم ربّك لا اقرأ ...
و يلاحظ هنا قبل كلّ شيء التركيز على مسألة الربوبية، و نعلم أنّ «الربّ»
يعني «المالك المصلح»، أي الشخص الذي يملك شيئا، و يتعهد إصلاحه و تربيته أيضا.
و لإثبات ربوبية اللّه جاء ذكر الخلقة ... خلقة الكون، إذ إن أفضل دليل على
ربوبيته خالقيته، فالذي يدبّر العالم هو خالقه.
و هذا في الحقيقة ردّ على مشركي العرب الذين قبلوا خالقية اللّه، و أو كلوا
الربوبية و التدبير إلى الأوثان، ثمّ إنّ ربوبية اللّه و تدبيره لنظام الكون أفضل
دليل على إثبات ذاته المقدسة.
[1]- الراغب في المفردات يقول: إنّ
القراءة تعني ضم الحروف و الكلمات إلى بعضها. و لذلك لا يقال لنطق الحرف قراءة.