responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 20  صفحة : 285

إلى صدره و يداعبه بكل حرارة.

يجب أن يتفهّم ما يعانيه مجتمعه من فقر ثقافي، كي يعتزّ بكل من يأتيه لطلب معرفة أو علم، و يستقبله بصدر رحب.

ليس النبيّ الخاتم وحده، بل قد يكون كلّ الأنبياء منطلقين من حياة المعاناة و الألم، و هكذا كلّ القادة الحقيقيين الناجحين كانوا كذلك ... و يجب أن يكونوا كذلك.

من كان يرفل في نعومة العيش، و في الثراء و القصور، و كان ينال كلّ ما يريد، كيف يستطيع أن يدرك آلام المحرومين، و كيف يستطيع أن يتفهم معاناة الفقراء و البائسين ليهب لمساعدتهم؟!

في حديث عن الإمام جعفر بن محمّد الصادق عليه السّلام: «ما بعث اللّه نبيّا قطّ حتى يسترعيه الغنم يعلّمه بذلك رعية النّاس» [1].

و في رعي الغنم دروس في تحمل الآلام، و في الصبر أمام موجود ضعيف قليل الشعور، كما إنّه استلهام لدروس التوحيد و العرفان من خلال حياة الصحراء و العيش في أحضان الطبيعة.

و في رواية أنّ «موسى بن عمران» سأل ربّه عن سبب اختياره لمقام النبوّة، فجاءه الجواب: أتذكر يوما أنّ حملا قد فرّ من قطيع غنمك فتبعته حتى أخذته ثمّ قلت له: لماذا أتعبت نفسك، ثمّ حملته على كتفك، و جئت به إلى القطيع، و لذلك اخترتك راعيا لخلقي، و هذا يعني أنّ اللّه تعالى رأى في موسى قدرة فائقة على التحمّل تجاه هذا الحيوان ممّا يدلّ على قوّة روحية فائقة أهلته لهذه المنزلة الكبيرة.


[1]- بحار الأنوار، ج 11، ص 64: ح 7.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 20  صفحة : 285
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست