عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال: «من اعطي خيرا فلم ير عليه، سمّي بغيض اللّه، معاديا لنعم اللّه» [2].
و
عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السّلام قال: «إنّ اللّه جميل يحب الجمال، و يحب أن يرى أثر النعمة على عبده» [3]
بحوث
1- القيادة المنطلقة من المعاناة و الآلام
الآيات الكريمة في هذه السّورة، ضمن سردها النعم الإلهية على رسول اللّه صلّى
اللّه عليه و آله و سلّم، تعكس أيضا مسألة يتم النبيّ في صباه، و ظروفه المادية
الصعبة التي عاناها، و الأتعاب و الآلام التي قاساها، و من بين هذه الآلام انطلق،
و يجب أن يكون كذلك.
القائد الإلهي الإنساني يجب أن يذوق مرارة العيش، و يتلمس بنفسه الظروف
القاسية، و يشعر بكل وجوده الحرمان، كي يستطيع أن يتفهم صحيح ما تعانيه الفئات
المحرومة، و يتحسّس آلام النّاس و معاناتهم في معيشتهم.
يجب أن يفقد أباه في صغره كي يشعر بآلام الأطفال الأيتام، و لا بدّ أن يبقى
جائعا لأيّام و أن ينام عاصب البطن، كي يفهم بكل وجوده آلام الجياع.
لذلك كان صلّى اللّه عليه و آله و سلّم تغرورق عينه بالدموع حين يرى يتيما، و
كان يظمّ ذلك اليتيم