أهل السنة أن المقصود من الأشقى قاتل علي بن أبي طالب عليه السّلام. (و هذه
الرّوايات جمعها- كما ذكرنا- الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل).
بالاختصار، رأي الفخر الرازي في هذه الآية ضعيف غاية الضعف و مليء بالاشتباه،
و لذلك رفضه الآلوسي في روح المعاني و قال: «... و استدل بذلك الإمام على أنّه
(أبو بكر) أفضل الامّة و ذكر أنّ في الآيات ما يأبى قول الشيعة أنّها في علي و
أطال الكلام في ذلك و أتى بما لا يخلو عن قيل و قال» [1].
2- فضيلة الإنفاق في سبيل اللّه
الإنفاق في سبيل اللّه، و مساعدة المحرومين عن إخلاص نيّة و بدون منّة ممّا
أكّد عليه القرآن الكريم في مواضع عديدة و اعتبره من علامات الإيمان.
و الرّوايات تؤكّد كثيرا على هذا المفهوم، و تعدّ الإنفاق المنطلق من دافع رضا
اللّه و البعيد عن كل رياء و منّ و أذى من أفضل الأعمال.
و في نهاية المطاف نورد بعض هذه الرّوايات:
1-
عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال: «من الإيمان حسن الخلق، و إطعام الطعام:
عن الإمام محمّد بن علي الباقر عليه السّلام قال: «إنّ أحبّ الأعمال إلى اللّه إدخال السرور على المؤمن، شبعة مسلم أو قضاء
دينه» [3]
3-
عن الإمام جعفر بن محمّد الصادق عليه السّلام قال: «ما أرى شيئا يعدل زيارة المؤمن إلّا إطعامه، و حقّ على اللّه أن يطعم من
أطعم مؤمنا من طعام الجنّة» [4].
[1]- لا ننسى أنّ نذكر أنّ الآلوسي
رجل متعصّب نسبيا للمدرسة الأموية، لكنّه مع ذلك لم يوافق الفخر الرازي في رأيه.