responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 20  صفحة : 254

فالقسم الأوّل بالليل حين يغطّي ... يغطّي بظلامه نصف الكرة الأرضية ... أو يغطّي قرص الشمس، و هذا القسم تأكيد على أهمية الليل و دوره الفاعل في حياة الأفراد، من تعديله لحرارة الشمس، و نشره السكينة على كل الموجودات الحية، و توفير الجوّ لعبادة المتهجّدين و مناجاة الصالحين.

و يستمر السياق القرآني في القسم بالقول: وَ النَّهارِ إِذا تَجَلَّى‌ [1].

و النهار يبدأ من اللحظة التي يطلع فيها الفجر، فيشقّ قلب ظلام الليل، ثمّ يمتدّ ليملأ كلّ السماء، و يغمر كلّ شي‌ء بالنور ... بهذا النور الذي هو رمز الحركة و الحياة، و العامل على نمو كلّ الموجودات الحية.

في القرآن الكريم تركيز على مسألة نظام «النور» و «الظلمة» و دورهما في حياة البشر، لأنّهما من نعم اللّه الكبرى و من آياته العظمى سبحانه.

ثمّ القسم الأخير في السّورة بالخالق المتعال: وَ ما خَلَقَ الذَّكَرَ وَ الْأُنْثى‌.

فوجود الجنسين في عالم «الإنسان» و «الحيوان» و «النبات» ... و المراحل التي تمرّ بها النطفة منذ انعقادها حتى الولادة ... و الخصائص التي يمتاز بها كلّ جنس متناسبة مع دوره و نشاطه ... و الأسرار العميقة المخبوءة في مفهوم الجنسية ... كلّها من دلالات و آيات عالم الخليقة الكبير ... و بها يمكن الوقوف على عظمة الخالق.

و التعبير ب «ما» عن الخالق سبحانه كناية عن عظمة الذات الإلهية، و ما يحيط بهذه الذات من غموض تجعله سبحانه فوق كلّ وهم و خيال و ظن و قياس.

قال بعضهم أن «ما» في الآية مصدرية، و معناها أقسم بخلق الذكر و الأنثى‌


[1]- يلاحظ في السّورة المباركة أن الفعل «يغشى» بصيغة المضارع، أمّا «تجلّى» فبصيغة الماضي، قيل إنّ ذلك يعود إلى عصر نزول السّورة، حيث كانت الجاهلية في بداية الدعوة مخيّمة بظلامها على الأرض، و في هذه الحالة سيكون القسم بظلام الجاهلية، و ليس ذلك بجيّد، و من الأفضل القول إن هذا الفعل الماضي يفيد معنى المضارع لوقوعه بعد «إذا» الشرطية؛ أو إنّ أصل الفعل «تتجلى» حذفت إحدى التائين، عندئذ سيكون الفعل مؤنثا، و لا يكون فاعله «نهار» بل سيكون التقدير: «إذا تتجلى الشمس فيه».

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 20  صفحة : 254
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست