responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 20  صفحة : 244

و العذاب، حتى لم يسلم أحد منهم.

و من الممكن أيضا الجمع بين هذه المعاني.

الضمير في «سوّاها» يعود إلى قبيلة ثمود، و قد يعود إلى مدنهم و قراهم التي سوّاها ربّ العالمين مع الأرض.

و قيل إنّ الضمير يعود إلى مصدر «دمدم» أيّ إنّ اللّه سوّى غضبه و سخطه على القوم ليشملهم جميعا على حدّ سواء، و التّفسير الأوّل أنسب.

و من الآية نستنتج بوضوح أنّ عقاب هؤلاء القوم كان نتيجة لذنوبهم و كان متناسبا مع تلك الذنوب، و هذا عين الحكمة و العدالة.

في تاريخ الأمم نرى غالبا بروز حالة الندم فيهم حين يرون آثار العذاب و لجوءهم إلى التوبة، أمّا قوم ثمود، فالغريب أنّهم حين رأوا علامات العذاب طفقوا يبحثون عن نبيّهم صالح ليقتلوه‌ [1]. و هذا دليل على ارتكاسهم في العصيان و الطغيان أمام اللّه و رسوله. لكن اللّه نجّا صالحا و أهلك قومه شرّ إهلاك.

و تختتم السّورة الحديث عن هؤلاء القوم بتحذير قارع لكل الذين يتجهون في نفس هذه المسيرة المنحرفة فتقول: وَ لا يَخافُ عُقْباها.

كثيرون من الحكّام قادرون على إنزال العقاب لكنّهم يخشون من تبعات عملهم، و يخافون ردود الفعل التي قد تحدث نتيجة فعلهم، و لذلك يكفّون عن المعاقبة. قدرتهم- إذن- محفوفة بالضعف و علمهم ممزوج بالجهل. لا يعلمون مدى قدرتهم على مواجهة التبعات. بينما اللّه سبحانه قادر متعال، علمه محيط بكلّ الأمور و عواقبها، و قدرته على مواجهة النتائج لا يشوبها ضعف، فهو سبحانه و تعالى لا يخاف عقباها، و لذلك فإنّ مشيئته في العقاب نافذة حازمة.

فالطغاة- إذن- عليهم أن يتنبّهوا و يحذروا غضب اللّه و سخطه و نقمته.


[1]- روح البيان، ج 20، ص 446.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 20  صفحة : 244
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست