ما الارتباط بين هذه الأقسام الأحد عشر المتتالية في السّورة، و بين الحقيقة
التي جاءت الأقسام لتأكيدها؟
يظهر أنّ اللّه سبحانه و تعالى يريد أن يقول لعباده: إنّي و فرت لكم كلّ
الوسائل المادية و المعنوية لسعادتكم، فبنور الشمس و القمر أضأت لكم الحياة و
باركتها و نظمت لكم الليل و النهار و الحركة و السكون، و مهدّت الأرض لحياتكم.
و من جهة اخرى، خلقت أنفسكم بكلّ الكفاءات اللازمة، و وهبتكم الضمير اليقظ، و
ألهمتكم معرفة حسن الأمور و قبحها، فلا ينقصكم شيء إذن لطيّ طريق السعادة، لماذا
إذن- مع كلّ هذا- لا تزكون أنفسكم و تستسلمون للدسائس الشيطانية؟
2- دور الشمس في عالم الحياة
الحديث عن الشمس- و هي مركز المنظومة الشمسية و أميرة كواكبها- يدور تارة حول
عظمتها و هو ما تطرقنا إليه سابقا، و تارة اخرى حول بركاتها و آثارها، و هذا ما
سنعرض له بتلخيص في النقاط التالية:
1- حياة البشر و جميع الموجودات الحية الأخرى بحاجة في الدرجة الاولى إلى
الحرارة و النور، و الحاجة إلى هذين الأمرين الحياتيين تؤمنها بشكل كامل متعادل
هذه الكرة العظيمة المتوهجة.
2- جميع المواد الغذائية يتمّ إعدادها بوسيلة نور الشمس، حتى الأحياء في قاع
البحار و المحيطات تتغذى على النباتات التي تنمو على سطح المحيطات أو في خضمّ
الأمواج مستفيدة من نور الشمس ثمّ تترسب إلى القيعان.
3- كل الألوان و مظاهر الجمال المشهودة في الطبيعة ترتبط بشكل من