responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 20  صفحة : 237

بعد هذه الأقسام المهمّة المتتالية يخلص السياق القرآني إلى النتيجة فيقول:

قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاها.

و التزكية تعني النمو، «و الزكاة» في الأصل بمعنى النمو و البركة، و

ورد عن علي عليه السّلام قوله: «المال تنقصه النفقة و العلم يزكو على الإنفاق» [1].

ثمّ استعملت الكلمة بمعنى التطهير، و قد يعود ذلك إلى أن التطهير من الآثام يؤدي إلى النمو و البركة، و الآية الكريمة تحتمل المعنيين.

نعم، الفلاح لمن ربّى نفسه و نمّاها، و طهّرها من التلوّث بالخصائل الشيطانية و بالذنوب و الكفر و العصيان.

و المسألة الأساسية في حياة الإنسان هي هذه «التزكية»، فإن حصلت سعد الإنسان و إلّا شقي و كان من البائسين.

ثمّ يعرج السياق القرآني على المجموعة المخالفة فيقول: وَ قَدْ خابَ مَنْ دَسَّاها.

«خاب»: من الخيبة، و هي فوت الطلب، كما يقول الراغب في المفردات و الحرمان و الخسران.

«دسّاها» من مادة «دس» و هي في الأصل بمعنى إدخال الشي‌ء قسرا، و جاء في الآية (59) من سورة النحل قوله سبحانه: أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرابِ‌، إشارة إلى عادة الجاهليين في و أد البنات، أي إدخالهن في التراب كرها و قسرا و منه «الدسيسة» التي تقال للأعمال الخفية و الضارة.

و ما هي المناسبة بين معنى الدسّ، و قوله سبحانه: وَ قَدْ خابَ مَنْ دَسَّاها.

قيل: إنّ هذا التعبير كناية عن الفسق و الذنوب، فأهل التقوى و الصلاح يظهرون أنفسهم، بينما المذنبون يخفونها، و يذكر أنّ العرب الكرماء جرت عادتهم‌


[1]- نهج البلاغة، الكلمات القصار، الكلمة 147.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 20  صفحة : 237
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست