و قد يحدث نادرا أن يقع اللسان في مصيدة الأسنان أثناء الأكل، فنستغيث من
الألم، و نفهم عندئذ مدى مهارة اللسان في تجنب الانزلاق تحت الأسنان مع أنّه ملاصق
لها!! و اللسان بعد ذلك ينظف جوف الفم و الأسنان من بقايا الطعام.
و أهم من ذلك، دور اللسان في الكلام بتحركه السريع المتواصل المنظم في الجهات
الست، و هو دور عجيب، و الإمعان فيه يثير الدهشة و الحيرة فقد يسرّ اللّه تعالى
للإنسان وسيلة سهلة للتكلم و في متناول الجميع فلا يصيبها تعب و لا نصب و لا ملل و
لا تكلّف الإنسان خرجا!! و أعجب من ذلك موضوع استعداد الإنسان للكلام، و هذا
الاستعداد أودعه اللّه في الإنسان ليستطيع من خلال تكوين الجمل باشكال لا تعدّ و
لا تحصى أن يبيّن ما لا نهاية له من الغايات.
و أهم من ذلك أيضا تنوّع اللغات و قابلية الإنسان على وضع لغات مختلفة، و
تتّضح هذه الأهمية من خلال مطالعة مفردات آلاف اللغات المنتشرة في العالم ...
حقّا «العظمة للّه الواحد القهار!».
3- هداية النجدين
«النجد» كما ذكرنا الارتفاع أو الأرض
المرتفعة، و «النجدين» هنا طريق الخير و طريق الشر، و
ورد في الحديث عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال: «يا أيّها النّاس! هما نجدان: نجد الخير و نجد الشرّ، فما
جعل نجد الشرّ أحبّ إليكم من نجد الخير». [1]
[1]- مجمع البيان، ج 10، ص 494؛ و
تفسير القرطبي، ج 10، ص 7155.