responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 20  صفحة : 213

السياق ... ثمّ تبع ذلك ذكر الهداية، الهداية العقلية و الفطرية وَ هَدَيْناهُ النَّجْدَيْنِ‌، و يشمل التعبير أيضا «الهداية التشريعية» التي ينهض بمسؤوليتها الأنبياء و الأولياء.

نعم ... لقد أنعم اللّه على الإنسان بالبصر و البصيرة، و أنعم عليه بهداية الإرشاد إلى الطريق و التحذير من مغبة الانحراف عنه، كي تكتمل الحجّة على الإنسان.

و مع كلّ هذه النعم، نعم الهداية، لو انحرف الإنسان عن جادة الحقّ، فلا يلومنّ إلّا نفسه.

عبارة وَ هَدَيْناهُ النَّجْدَيْنِ‌ إضافة لما لها من مدلول على مسألة الإختيار و حرية الإنسان، تدلّ أيضا على ما يتطلبه طريق الخير من جهد و عناء، لأنّ «النجد» مكان مرتفع و تسلق المكان المرتفع يتطلب كدا و سعيا و جهدا، غير أن طريق الشرّ له مشاكله و مصاعبه أيضا، فأولى بالإنسان أن يبذل الجهد و السعى على طريق الخير.

مع ذلك، فانتخاب الطريق بيد الإنسان ... الإنسان هو الذي يتحكم في عينه و لسانه فيم يستعملها ... في الحلال أو الحرام، و هو الذي يختار إحدى الجادتين «الخير» أو «الشر».

و

في الحديث القدسي أن اللّه سبحانه يخاطب أبناء آدم يقول: «يا ابن آدم إنّ نازعك لسانك فيما حرمت عليك فقد أعنتك عليه بطبقتين فأطبق، و إن نازعك بصرك إلى بعض ما حرمت عليك فقد أعنتك عليه بطبقتين فأطبق ...» [1].

فاللّه سبحانه منح هذه النعم، و منح وسائل السيطرة عليها، و تلك من الألطاف الإلهية الكبرى.

و الملفت للنظر أنّ الآيات التي نحن بصددها أشارت إلى الشفتين بعد اللسان،


[1]- نور الثقلين، ج 5، ص 581.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 20  صفحة : 213
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست