responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 20  صفحة : 209

إشارة إلى قول الذين يطلب منهم أن ينفقوا أموالهم في الخيرات، فيأبون و يقولون بغرور: إننا أنفقنا في هذا السبيل كثيرا من الأموال، بينما لم ينفق هؤلاء شيئا، و إنّ أعطوا لأحد شيئا فللرياء و لتحقيق هدف شخصي.

و قيل إنّها نزلت في نفر أنفقوا الأموال الطائلة في معادة الرّسول و الرسالة، و تباهوا بذلك، يؤيد ذلك قول «عمرو بن عبدود» في حرب الخندق حين عرض عليه علي عليه السّلام الإسلام قال: فأين ما أنفقت فيكم مالا لبدا؟ [1] أي أنفقت مالا كثيرا في عداوة النّبي.

و قيل إنّها نزلت في بعض رجال قريش و هو «الحرث بن عامر»، و ذلك أنّه أذنب ذنبا، فستفتى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، فأمره أن يكفّر. فقال: لقد ذهب مالي في الكفارات و النفقات، منذ دخولي دين محمّد [2].

و الجمع بين التّفاسير المذكورة جائز، و إن كان التّفسير الأوّل أكثر انسجاما مع سياق الآيات التالية:

و الفعل «أهلكت» يوحي إبادة الأموال و عدم الحصول على عائد منها.

و «لبد»: تعني الشي‌ء المتراكم، و هنا تعني المال الوفير.

أَ يَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ.

إنّه غافل عن هذه الحقيقة ... حقيقة اطلاع الباري تعالى على كلّ الأمور و على ظواهر الأعمال، بل على ما يختلج في أعماق النفس و القلب، و ما يدور في الخلد و النّية ... و هل من المعقول أن لا يحيط المطلق الحق بكلّ شي‌ء؟! هؤلاء الغافلون دفعهم جهلهم لأن يروا أنفسهم بمعزل عن الرقابة الإلهية.

نعم، اللّه سبحانه يعلم مصدر حصولهم على هذه الأموال، و يعلم السبيل الذي أنفقوها فيه.


[1]- تفسير نور الثقلين، ج 5، ص 580، الحديث 10.

[2]- مجمع البيان، ج 10، ص 493.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 20  صفحة : 209
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست