responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 20  صفحة : 199

فعبد بما ذكر من أوصاف، بلا شكّ مكانه الجنّة، و ذلك لأنّه عمل بكلّ ما يملك في سبيل رضوان معبوده الأحد الصمد، و وصل في عمله لمقام الرضا التام و التسليم الكامل لخالقه تبارك و تعالى، حتى نال و سام حقيقة العبودية، و دخل طائعا و واثقا في صف عباد اللّه الصالحين ..

و قد خصّ بعض المفسّرين سبب نزول هذه الآيات في (حمزة سيد الشهداء)، و لكن بلحاظ كون السّورة مكّية، فيمكن اعتبار ذلك أحد تطبيقات (مصاديق) الآيات و ليس شأنا للنزول، كما هو الحال في ما ذكرنا في أوّل السّورة بشأن الإمام الحسين عليه السّلام.

روي‌ أنّ أحد أصحاب الإمام الصادق عليه السّلام قد سأله قائلا: جعلت فداك يا ابن رسول اللّه، هل يكره المؤمن على قبض روحه؟

قال: «لا و اللّه، إنّه إذا أتاه ملك الموت لقبض روحه جزع عند ذلك، فيقول له ملك الموت: يا وليّ اللّه، لا تجزع، فو الذي بعث محمّدا لأنا أ برّبك و أشفق عليك من والد رحيم لو حضرك، افتح عينيك فانظر، قال: و يمثل له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و أمير المؤمنين و فاطمة و الحسن و الحسين و الأئمّة من ذريتهم عليهم السّلام، فيقال له: هذا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و أمير المؤمنين و فاطمة و الحسن و الحسين و الأئمّة عليهم السّلام رفقاؤك، قال: فيفتح عينيه فينظر، فينادي روحه مناد من قبل ربّ العزّة فيقول: «يا أيّتها النفس المطمئنة (إلى محمّد و أهل بيته) ارجعي إلى ربّك راضية (بالولاية) مرضيّة (بالثواب) فادخلي في عبادي (يعني محمّدا و أهل بيته) و ادخلي جنّتي»، فما شي‌ء أحبّ إليه من استلال روحه و اللحوق بالمنادي» [1].

اللّهمّ! اجعل نفوسنا مطمئنة ليشملنا خطابك الكريم ..

اللّهمّ! و لا ينال ذلك إلّا بلطفك، فاغمرنا به ..


[1]- الكافي، ج 3، ص 127، باب إنّ المؤمن لا يكره على قبض روحه، الحديث 2.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 20  صفحة : 199
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست