responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 20  صفحة : 161

بعين بصيرة و لبّ شغول.

ثمّ إلى الأرض: وَ إِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ‌.

فلينظر الإنسان إلى كيفية هطول الأمطار على الجبال لتسيل من بعدها محملة الأتربة كي تتكون بها السهول الصافية، لتكون صالحة للزراعة من جهة و مهيئة لما يعمل بها الإنسان من جهة اخرى .. و لو كانت كلّ الأرض عبارة عن جبال و وديان، فما أصعب الحياة على سطحها و الحال هذه! و لا بدّ لنا من التأمل و التفكير في من جعلها تكون على هذه الهيئة الملائمة تماما لحياة الإنسان؟ ..

و لكن، ما علاقة الربط بين الإبل و السماء و الجبال و الأرض، حتى تذكرها الآيات بهذا التوالي؟

يقول الفخر الرازي في ذلك: إنّ القرآن نزل على لغة العرب، و كانوا يسافرون كثيرا لأنّ بلدتهم بلدة خالية من الزراعية، و كانت أسفارهم في أكثر الأمر على الإيل، فكانوا كثيرا ما يسيرون عليها في المهامة و القفار مستوحشين، منفردين عن النّاس، و من شأن الإنسان إذا انفرد أن يقبل على التفكر في الأشياء، لأنه ليس معه من يحادثه، و ليس هناك شي‌ء يشغل به سمعه و بصره، و إذا كان كذلك لم يكن له بدّ من أن يشغل باله بالفكرة، فإذا فكر في ذلك وقع بصره أوّل الأمر على الجمل الذي ركبه، فيرى منظرا عجيبا، و إذا نظر إلى فوق لم ير غير السماء، و إذا نظر يمينا و شمالا لم ير غير الجبال، و إذا نظر إلى ما تحت لم ير غير الأرض، فكأنّه تعالى أمره بالنظر وقت الخلوة و الانفراد عن الغير حتى لا تحمله داعية الكبر و الحسد على ترك النظر، ثمّ إنّه في وقت الخلوة في المفازة البعيدة لا يرى شيئا سوى هذه الأشياء، فلا جرم جمع اللّه بينها في هذه الآية [1].


[1]- تفسير الفخر الرازي، ج 31، ص 158.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 20  صفحة : 161
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست