responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 20  صفحة : 139

خُذْ مِنْ أَمْوالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَ تُزَكِّيهِمْ بِها.

و بهذا تجمع كلّ الأقوال المذكورة لتدخل في مفهوم التزكية الواسع المداليل.

و الجدير بالذكر أنّ الآيات محل البحث تتحدث عن التزكية أولا، ثمّ ذكر اللّه ثمّ الصلاة.

و قد أشار بعض المفسّرين إلى هذه المراتب، بعد أن جدولها بالمراحل العملية الثلاثة للمكلف:

الاولى: إزالة العقائد الفاسدة من القلب.

الثّانية: حضور معرفة اللّه و صفاته و أسمائه في القلب.

الثّالثة: الإشتغال بخدمته و في سبيله جلّ و علا.

و يمكن القول: إنّ الصلاة فرع لذكر اللّه، فإذا لم يذكر الإنسان ربّه، لم يسطع نور الإيمان في قلبه، و عندها فسوف لن يقوى على الوقوف للصلاة، و الصلاة الحقّة هي تلك التي يصاحبها التوجّه الكامل و الحضور التام بين يديه عزّ و جلّ و هذان التوجّه و الحضور إنّما يحصلان من ذكره سبحانه و تعالى.

أمّا ما ذكره البعض، من أنّ ذكر اللّه هو قول «اللّه أكبر» أو «بسم اللّه الرّحمن الرّحيم» في بداية الصلاة، فإنّما هو بيان لأحد مصاديق الذكر ليس إلّا.

و يشير البيان القرآني إلى العامل الأساس في عملية الانحراف عن جادة الفلاح: بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَياةَ الدُّنْيا .. وَ الْآخِرَةُ خَيْرٌ وَ أَبْقى‌.

و نقل الحديث النّبوي الشريف هذا المعنى، بقوله: «حبّ الدنيا رأس كلّ خطيئة» [1].

فالإنسان العاقل لا يجيز لنفسه أن يبيع الدار الباقية بأمتعة فانية، و لا أن يستبدل اللذائذ المحدودة و المحفوفة بألوان الآلام بالنعم الخالدة و النقية الخالصة.


[1]- و روي الحديث بصور عدّة عن الإمام الصادق عليه السّلام و الإمام السجاد عليه السّلام، و ورد معنى الحديث عن الأنبياء عليهم السّلام أيضا، ممّا يشير إلى أهميته البالغة.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 20  صفحة : 139
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست