responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 2  صفحة : 316

يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشاءُ.

و قد ذكر لكلمة (الحكمة) معان كثيرة منها (المعرفة و العلم بأسرار العالم) و منها (العلم بحقائق القرآن) و (الوصول إلى الحقّ بالقول و العمل) و (معرفة اللّه تعالى) و (أنّها النور الإلهي الذي يميّز بين وساوس الشيطان و إلهامات الرحمان).

و الظاهر هو أنّ الحكمة تأتي بالمعنى الواسع حيث تشمل جميع هذه الأمور بما فيها النبوّة التي هي نوع من العلم و الاطّلاع و الإدراك، فهي في الأصل أخذت من مادة (حكم)- على وزن حرف- بمعنى المنع، و بما أنّ العلم و المعرفة و التدبير تمنع الإنسان من ارتباك الأعمال الممنوعة و المحرّمة، فلذا يقال عنها أنّها حكمة.

بديهيّ أنّ القصد من‌ مَنْ يَشاءُ ليس إسباغ الحكمة على كلّ من هبّ و دبّ بغير حساب، بل أنّ مشيئة اللّه هي دائما منبعثة عن حكمة، أي أنّه يمنحها لمن يستحقّها، و يرويه من سلسبيل هذه العين الزلال.

وَ مَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً.

رغم أنّ واهب الحكمة هو اللّه فإنّ اسمه لم يرد في هذه الآية و إنما بني الفعل للمجهول‌ وَ مَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ.

و لعلّ المقصود هو أنّ الحكمة أمر حسن بذاته بصرف النظر عن مصدرها و منشئها.

من الملاحظة أنّ الآية تقول: إذا نزلت الحكمة بساحة أحد فقد نزلت بساحته البركة و الخير الكثير لا الخير المطلق، لأنّ السعادة و الخير المطلق ليسا في العلم وحده، بل العلم أهمّ عامل لهما.

وَ ما يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُوا الْأَلْبابِ‌.

«التذكّر» هو حفظ العلوم و العارف في داخل الروح. و الألباب جمع لب و هو قلب كلّ شي‌ء و مركزه، و لهذا قيل العقل اللب.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 2  صفحة : 316
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست