أنّ الناس
يسألون من رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلّم مسائل مختلفة كرارا و مرارا، و
الملفت للنظر أنّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلّم مضافا إلى أنّه لا ينزعج
من هذه الأسئلة، فانه يستقبلهم بصدر رحب، و يجيب على أسئلتهم من خلال الآيات
القرآنية.
و أساسا فإنّ
السؤال هو أحد حقوق الناس في مقابل القادة، و هذا الحقّ مشروع حتّى للأعداء أيضا،
فبإمكانهم طرح اسئلتهم بشكل معقول. فالسؤال مفتاح حل المشكلات. و السؤال بوّابة
العلوم. و السؤال وسيلة انتقال المعارف المختلفة.
و أساسا فإنّ
طرح الأسئلة المختلفة في كلّ مجتمع علامة على التحرك الفكري و الحضاري و الثقافي
للنّاس، و وجود كلّ هذه الأسئلة في عصر النبي صلى اللّه عليه و آله و سلّم هو
علامة على تحرّك أفكار الناس في ذلك المحيط ضمن تعليمات القرآن الكريم و الدين
الإسلامي.
فمن هنا
يتّضح أنّ الأشخاص الّذين يعارضون طرح الأسئلة المنطقيّة في المجتمع يخالفون بذلك
روح تعاليم الإسلام، و عملهم هذا مخالف لروح تعاليم الإسلام.
2- التقويم
و نظام الحياة
أنّ الحياة
الفرديّة و الاجتماعية لا يمكن لها أن تقوم من دون نظم صحيح، نظم في التخطيط، و
نظم في المديريّة و الإجراء، فمن خلال نظرة سريعة إلى عالم الخلق من المنظومات
الشمسيّة في السماء إلى بدن الإنسان و بناء هيكله و أعضائه المختلفة ندرك جيدا هذا
الأصل الشامل و الحاكم على جميع المخلوقات.
و على هذا
الأساس جعل اللّه سبحانه و تعالى هذا النظم تحت اختيار الإنسان و قرّر أن تكون
الحركات المنظّمة للكرة الأرضيّة حول نفسها و حول الشمس