responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 16  صفحة : 93

اللذة و السرور، فإذا كانا شريكين في همّ الدنيا، فإنّهما سيكونان شريكين في سرور الآخرة و نشوتها.

و قد فسّر بعضهم «الأزواج» هنا بالمتساوين في الدرجة و الأصدقاء و الأقارب، فلو صحّ فوجودهم نعمة عظيمة، إلّا أنّ ظاهر الآية هو المعنى الأوّل.

ثمّ تضيف: تُحْبَرُونَ‌.

«تحبرون» من مادة حبر- وزن فكر- أي الأثر المطلوب، و تطلق أحيانا على الزينة و آثار الفرح التي تظهر على الوجه، و إذا قيل للعلماء أحبار، فلآثارهم التي تبقى بين المجتمعات البشرية، كما

يقول أمير المؤمنين علي عليه السّلام: «العلماء باقون ما بقي الدهر، أعيانهم مفقودة، و أمثالهم في القلوب موجودة» [1].

و تقول في بيان النعمة الثالثة: يُطافُ عَلَيْهِمْ بِصِحافٍ مِنْ ذَهَبٍ وَ أَكْوابٍ‌ فهم يضافون و يخدمون بأفضل الأواني، و ألذّ الأطعمة، في منتهى الهدوء و الاطمئنان و الصفاء.

«الصحاف» جمع صحفة، و هي في الأصل من مادة صحف، أي التوسع، و تعني هنا الأواني الكبيرة الواسعة و الأكواب جمع كوب، و هي أقداح الماء التي لا عروة لها.

و مع أنّ الكلام في الآية عن الصحاف الذهبية، دون طعامهم و شرابهم، إلّا أن من البديهي أنّ الذين يخدمونهم لا يطوفون عليهم بصحاف خالية مطلقا.

و تشير في الرابعة و الخامسة إلى نعمتين أخريين جمعت فيهما كلّ نعم العالم المادية و المعنوية، فتقول: وَ فِيها ما تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَ تَلَذُّ الْأَعْيُنُ‌، و على قول المرحوم الطبرسي في مجمع البيان: لو أنّ جميع الخلائق قد اجتمعت لوصف أنواع نعم الجنّة، فسوف لا يقدرون أن يضيفوا شيئا على ما جاء في هذه الجملة أبدا.

و أي تعبير أجمل من هذا التعبير و أجمع منه؟ فهو تعبير بسعة عالم الوجود،


[1]- نهج البلاغة، الكلمات القصار 147.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 16  صفحة : 93
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست