من أبنائكم من تكون فيه كل صفات الملائكة و طبائعهم [1].
إلّا أنّ التّفسير الأوّل ينسجم مع ظاهر الآية أكثر من الجميع، و هذه التفاسير
بعيدة [2].
و الآية التالية إشارة إلى خصيصة أخرى من خصائص المسيح عليه السّلام فتقول:
إنّ عيسى سبب العلم بالساعة وَ إِنَّهُ
لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ إمّا أن ولادته من غير أب
دليل على قدرة اللَّه اللامتناهية، فتحل على ضوئها مسألة الحياة بعد الموت، أو من
جهة نزول المسيح عليه السّلام من السماء في آخر الزمان طبقا لروايات عديدة، و
نزوله هذا دليل على اقتراب قيام الساعة.
يقول جابر بن عبد اللَّه: سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه و آله و سلّم
يقول: «ينزل عيسى بن مريم، فيقول أميرهم: تعالى
صلّ بنا، فيقول: لا، إن بعضكم على بعض أمراء تكرمة من اللَّه لهذه الأمّة» [3].
و نقرأ
في حديث آخر عن النّبي صلى اللَّه عليه و آله و سلّم أنّه قال: «كيف أنتم إذا نزل فيكم ابن مريم و إمامكم منكم» [4].
و على أية حال، فإنّ إطلاق (العلم) على المسيح نوع من التأكيد و المبالغة، و
هو إشارة إلى أن نزوله من علامات القيامة حتما.
و احتمل أيضا أن يعود الضمير في (أنه) على القرآن، و على هذا يكون معنى الآية:
إنّ نزول القرآن الذي هو آخر الكتب السماوية، دليل على اقتراب الساعة، و يخبر عن
قيام القيامة.
غير أنّ الآيات السابقة و اللاحقة حول عيسى تقوي التّفسير الأوّل.
ثمّ تقول الآية بعد ذلك: إنّ قيام الساعة حتم، و وقوعها قريب، فَلا تَمْتَرُنَّ بِها