responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 16  صفحة : 546

الأخلاقية فإنّه بعد البحث عن وظائف المسلمين في مورد النزاع و المخاصمة بين طوائف المسلمين المختلفة بين في الآيتين محل البحث قسما من جذور هذه الاختلافات ليزول الاختلاف (بقطعها) و يحسم النزاع! ففي كلّ من الآيتين الآنفتين تعبير صريح و بليغ عن ثلاثة أمور يمكن أن يكون كلّ منها شرارة لاشتعال الحرب و الاختلاف، إذ تقول الآية الأولى من الآيتين محل البحث أوّلا: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ‌.

لأنّه‌ عَسى‌ أَنْ يَكُونُوا خَيْراً مِنْهُمْ‌.

وَ لا نِساءٌ مِنْ نِساءٍ عَسى‌ أَنْ يَكُنَّ خَيْراً مِنْهُنَ‌.

و الخطاب موجّه هنا إلى المؤمنين كافة فهو يعم الرجال و النساء و ينذر الجميع أن يجتنبوا هذا الأمر القبيح، لأنّ أساس السخرية و الاستهزاء هو الإحساس بالاستعلاء و الغرور و الكبر و أمثال ذلك إذ كانت تبعث على كثير من الحروب الدامية على امتداد التاريخ! و هذا الاستعلاء أو التكبّر غالبا ما يكون أساسه القيم المادية و الظواهر المادية فمثلا، فلان يرى نفسه أكثر مالا من الآخر أو يرى نفسه أجمل من غيره أو أنّه يعد من القبيلة المشهورة و المعروفة أكثر من سواها، و ربما يسوقه تصوّره بأنّه أفضل من الجماعة الفلانية علما و عبادة و معنوية إلى السخرية منهم، في حين أنّ المعيار الواقعي عند اللَّه هو «التقوى» التي تنسجم مع طهارة القلب و خلوص النيّة و التواضع و الأخلاق و الأدب!.

و لا يصحّ لأي أحد أن يقول أنا أفضل عند اللَّه من سواي، و لذلك عد تحقير الآخرين و التعالي بالنفس من أسوأ الأمور و أقبح العيوب الأخلاقية التي يمكن أن تكون لها انعكاسات سلبية في حياة الناس جميعا.

ثمّ تقول الآية في المرحلة الثانية: وَ لا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ‌.

كلمة «تلمزوا» هي من مادة «لمز» على زنة «طنز» و معناها تتّبع العيوب‌

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 16  صفحة : 546
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست