responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 16  صفحة : 52

قدر الجزاء على حسب ضعف البلاء» [1].

و عند ذلك كان الناس سينشغلون بالقيم الظاهرية الخداعة، و يغفلون عن القيم الإلهيّة الواقعية.

على أية حال، فإنّ أساس الثورة الإسلامية هو تغيير القيم، و إذا ما أصبح مسلمو اليوم يعانون من ظروف صعبة خانقة، و تحت ضغط الأعداء الجلادين القساة، فإنّ ذلك ناتج عن تركهم لقيم الأصيلة، و انتشار القيم و الأعراف الجاهلية بينهم مرّة أخرى، فأصبح المال و المنصب الدنيوي مقياس التقييم، و نسوا العلم و الفضيلة و التقوى، و غرقوا في بحر المغريات و الزخارف المادية، و أضحوا غرباء عن الإسلام، و ما دام الوضع كذلك فيجب أن يدفعوا كفارة هذا الذنب العظيم، و ما داموا لم يشرعوا بالتغيير ابتداء من القيم الحاكمة على وجودهم، فسوف لن تشملهم رحمة اللَّه و لطفه، و ذلك: إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِمْ‌ [2].

2- جواب عن سؤال‌

بمطالعة الآيات المذكورة حول التحقير الشديد للزينة الظاهرية، و الثروة و المقام المادي، يطرح هذا السؤال نفسه، و هو: إذا كان الحق كذلك، فلما ذا يقول القرآن في موضع آخر: قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبادِهِ وَ الطَّيِّباتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَياةِ الدُّنْيا خالِصَةً يَوْمَ الْقِيامَةِ كَذلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ‌. [3] أو يقول في موضع آخر: يا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ [4]، فكيف‌


[1]- نهج البلاغة، الخطبة 192. الخطبة القاصعة.

[2]- الرعد، الآية 11.

[3]- الأعراف، الآية 32.

[4]- الأعراف، الآية 31.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 16  صفحة : 52
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست