responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 16  صفحة : 51

وجه، و لهذا فإنّ المجتمع الذي كان أكثر المجتمعات البشرية تخلفا و خرافة، قد تسلق سلّم الرشد و الرقي حتى أصبح في المرتبة الأولى في مدّة قصيرة.

و الطريف أنّنا نقرأ

في حديث عن النّبي الأكرم صلى اللَّه عليه و آله و سلّم، في تكملة هذا البحث: «لو وزنت الدنيا عند اللَّه جناح بعوضة ما سقى الكافر منها شربة ماء» [1].

و

يبلغ أمير المؤمنين علي عليه السّلام الكلام في هذا الباب غايته حيث يقول: «و لقد دخل موسى بن عمران و أخوه هارون عليهما السّلام على فرعون و عليهما مدارع الصوف و بأيديهما العصي، فشرطا له إن أسلم بقاء ملكه و دوام عزّه، فقال: ألا تعجبون من هذين يشرطان لي دوام العزّ و بقاء الملك و هما بما ترون من حال الفقر و الذل، فهلّا ألقي عليهما أساورة من ذهب، إعظاما للذهب و جمعه، و احتقارا للصوف و لبسه، و لو أراد اللَّه سبحانه بأنبيائه حيث بعثهم أن يفتح لهم كنوز الذهبان، و معادن العقيان، و مغارس الجنان، و أن يحشر معهم طيور السماء و وحوش الأرض لفعل، و لو فعل لسقط البلاء، و بطل الجزاء».

و

يقول في موضع آخر من هذه الخطبة: «ألا ترون ان اللَّه سبحانه اختبر الأولين من لدن آدم صلوات اللَّه عليه إلى الآخرين من هذا العالم بأحجار لا تضر و لا تنفع، و لا تبصر و لا تسمع، فجعلها بيته الحرام الذي جعله للناس قياما. ثمّ وضعه بأوعر بقاع الأرض حجرا، و أقل نتائق الأرض مدرا، و أضيق بطون الأودية قطرا، بين جبال خشنة، و رمال دمثة، و عيون وشلة، و قرى منقطعة، لا يزكو بها خف، و لا حافر و لا ظلف. ثمّ أمر آدم و ولده أن يثنوا أعطافهم نحوه، فصار مثابة لمنتجع أسفارهم ...».

«و لو أراد اللَّه سبحانه أن يضع بيته الحرام و مشاعره العظام بين جنات و أنهار، و سهل و قرار، جم الأشجار، داني الثمار، ملتف البنا، متصل القرى، بين برة سمراء، و روضة خضراء، و أرياف محدقة، و عراص مغدقة، و طرق عامرة، لكان قد صغر


[1]- تفسير الكشّاف، المجلد 4، صفحة 250.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 16  صفحة : 51
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست