البداية حتى النهاية، ذلك المعيار الذي أفدناه من القرآن الكريم و ذلك المعيار
الذي وزن النّبي به صحابته ...
2- المحبّة الإسلامية المتبادلة
في الروايات الإسلامية الواردة في تفسير الآية الأخيرة من سورة الفتح تأكيد لا
مزيد عليه على قوله تعالى: رُحَماءُ
بَيْنَهُمْ و من بين هذه الروايات ما نقرأه
عن الإمام الصادق عليه السّلام: «المسلم أخو
المسلم، لا يظلمه و لا يخذله و لا يخونه و يحقّ على المسلم الاجتهاد في التواصل و
التعاون على التعاطف و المواساة لأهل الحاجة و تعاطف بعضهم على بعض، حتى تكونوا
كما أمركم اللّه عزّ و جلّ رحماء بينكم متراحمين، مغتّمين لما غاب عنكم من أمرهم
على ما مضى عليه معشر الأنصار على عهد رسول اللّه» [1].
إلّا أنّ العجيب أنّ المسلمين في هذا العصر لا يقتدون بتعاليم هذه الآية
المؤثرة و ما تنقله من خصائص أصحاب رسول اللّه و المؤمنين الصادقين، و ربّما تحامل
بعضهم على بعض و أثار الحفيظة و سفك الدماء و هو ما لم يفعله أعداء الإسلام أحيانا
...
و ربّما ارتبطوا بالكفّار و أنشئوا علائق المحبّة حتى تظن أنّهم إخوان من أصل
واحد و نسب واحد.
فلا خبر عن الركوع و السجود و لا النيّات الخالصة و لا ابتغاء فضل اللّه و لا
آثار السجود في سيماهم و لا الزرع الذي أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه!!
و العجيب أيضا ... أنّه كلّما ابتعدنا عن الأصول القرآنية هذه منينا بالذل و
النكبة أكثر فأكثر و مع ذلك لا نلتفت من أين نؤكل؟! و ما تزال حميّة الجاهلية
تصدّنا عن
[1]- أصول الكافي- طبقا لتفسير نور
الثقلين، ج 5، ص 77، الحديث 91.