responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 16  صفحة : 481

أرضنا و ديارنا و عادوا سالمين فما عسى أن تقول العرب فينا؟! و أية حيثية و اعتبار لنا بعد؟

هذا الكبر و الغرور و الحميّة- حمية الجاهلية- منعتهم حتى من كتابة «بسم اللّه الرحمن الرحيم» بصورتها الصحيحة عند تنظيم معاهدة صلح الحديبيّة، مع أنّ عاداتهم و سننهم كانت تجيز العمرة و زيارة بيت اللّه للجميع، و كانت مكّة عندهم حرما آمنا حتى لو وجد أحدهم قاتل أبيه فيها أو أثناء المناسك فلا يناله منه سوء و أذى لحرمة البيت عنده، فهؤلاء- بهذا العمل- هتكوا حرمة بيت اللّه و الحرم الآمن من جهة، و خالفوا سننهم و عاداتهم من جهة أخرى، كما أسدلوا ستارا بينهم و بين الحقيقة أيضا، و هكذا هي آثار حمية الجاهلية المميتة! «الحمية» في الأصل من مادة حمي- على وزن حمد- و معناها حرارة الشمس أو النّار التي تصيب جسم الإنسان و ما شاكله، و من هنا سمّيت الحمّى التي تصيب الإنسان بهذا الاسم «حمّى» على وزن كبرى، و يقال لحالة الغضب أو النخوة أو التعصّب المقرون بالغضب حمية أيضا.

و هذه الحالة السائدة في الأمم هي بسبب الجهل و قصور الفكر و الانحطاط الثقافي خاصة بين «الجاهليّين» و كانت مدعاة لكثير من الحروب و سفك الدماء! ..

ثمّ تضيف الآية الكريمة- و في قبال ذلك- فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلى‌ رَسُولِهِ وَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ‌ ..

هذه السكينة التي هي وليدة الإيمان و الإعتقاد باللّه و الاعتماد على لطفه دعتهم الى الاطمئنان و ضبط النفس و أطفأت لهب غضبهم حتى أنّهم قبلوا- و من أجل أن يحفظوا و يرعوا أهدافهم الكبرى- بحذف جملة «بسم اللّه الرحمن الرحيم» التي هي رمز الإسلام في بداية الأعمال و أن يثبتوا- مكانها «بسمك اللّهمّ» التي هي من موروثات العرب السابقين- في أوّل المعاهدة و حذفوا حتى لقب «رسول اللّه» التي يلي اسم محمّد صلى اللّه عليه و آله و سلّم.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 16  صفحة : 481
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست