responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 16  صفحة : 47

كالأواني المتساوية الصفات الى صنعت في معمل واحد، في شكل واحد، و على وتيرة واحدة، و بحجم واحد، و لغاية واحدة في الاستعمال، و لو كانوا كذلك لما أمكنهم التعايش بعضهم مع البعض الآخر يوما واحدا.

و أيضا ليس الناس من قبيل أجهزة و أدوات سيارة نظمها مهندسها على هيئة ما، فهي تقوم بعملها بصورة إجبارية، بل لديهم حرية الإرادة، و عليهم مسئولية و واجب في نفس الوقت الذي تختلف فيه قابلياتهم و لياقاتهم، و هذا هو المركب الخاص الذي يسمونه الإنسان، و الاعتراضات و الإيرادات التي تطرح غالبا تنبع من عدم معرفة هذا الإنسان.

و خلاصة القول: إنّ اللَّه سبحانه لم يفضل أي إنسان على الآخرين من كل الجهات، بل إنّ جملة: رَفَعْنا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجاتٍ‌ إشارة إلى الامتيازات التي تمتاز بها كل جماعة على الجماعة الأخرى، و تسخير كل فئة لأخرى و استخدامها لها نابع من هذه الامتيازات تماما، و هذا عين العدالة و التدبير و الحكمة [1].

***
______________________________

(1)- كان لنا بحث مفصّل في هذا الباب في ذيل الآية (32) من سورة النساء، و بحث آخر في ذيل الآية (165) من سورة الأنعام.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 16  صفحة : 47
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست