responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 16  صفحة : 463

«فلاحظوا بدقة»! 3- و بالنسبة للنبي صلى اللّه عليه و آله و سلّم و الأئمّة المعصومين المنصوبين من قبل اللّه تعالى لا حاجة لهم بالبيعة، أي أنّ طاعة النّبي صلى اللّه عليه و آله و سلّم و الإمام المعصوم و المنصوب من قبل اللّه واجبة سواء على من بايع أو لم يبايع! و بتعبير آخر: إنّ لازم مقام النبوّة و الإمامة وجوب الطاعة كما يقول القرآن الكريم: أَطِيعُوا اللَّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ‌ [1].

لكن ينقدح هنا هذا السؤال و هو إذا كان الأمر كذلك فعلام أخذ النّبي من أصحابه- البيعة كرارا- أو المسلمين الجدد، و قد ورد في القرآن الإشارة إلى حالتين منها بصراحة إحداهما «بيعة الرضوان»- محل البحث- و الأخرى «البيعة مع أهل مكّة» المشار إليها في سورة الممتحنة!.

و في الإجابة على هذا السؤال نقول: لا شك أنّ هذه المبايعات كانت نوعا من التأكيد على الوفاء، و قد أديّت في ظروف خاصة و لا سيما في مواجهة الأزمات و الحوادث الصعبة لتنبض في ظلّها روح جديدة في الأفراد كما وجدنا تأثيرها المذهل في بيعة الرضوان في البحث السابق!.

إلّا أنّه فيما يتعلّق بمبايعة الخلفاء فقد كانت البيعة على أساس أنّها قبول لمقام الخلافة و إن كنّا لا نعتقد بخلافة من يخلف النّبي و التي تؤخذ البيعة لها عن طريق الناس، بل هي من قبل اللّه و تتحقّق بالنص من قبل النّبي أو الإمام السابق على اللاحق! و من هذا المنطلق فإنّ البيعة التي بايعها المسلمين لعلي عليه السّلام أو للحسن أو الحسين عليهما السّلام فيها (جنبة) تأكيد على الوفاء و هي شبيهة ببيعة النّبي صلى اللّه عليه و آله و سلّم.

4- هل البيعة في العصر الحاضر مقبولة على أنّها أصل إسلامي، أو بتعبير آخر:

هل يمكن تعميم البيعة، و هل للجماعة الفلانية أن تختار شخصا لائقا و واجدا


[1]- النساء، الآية 59.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 16  صفحة : 463
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست