responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 16  صفحة : 45

الأوّل: كيف أقرّ القرآن استخدام الإنسان و تسخيره من قبل الإنسان؟ ألا يماثل هذا نظام الطبقات الاقتصاديّة، أي نظام المستثمرين و المستثمرين؟

الثّاني: أنّ الأرزاق و المعايش إذا كانت مقسّمة من قبل اللَّه تعالى، فأي ثمرة يمكن أن تنتج عن جهودنا و مساعينا؟ ألّا يعني هذا إطفاء مشاعل السعي و مصابيح الجهاد من أجل الحياة؟

إنّ الإباحة على هذه الأسئلة تتّضح بالتدقيق في متن الآية، لأنّ هؤلاء يتصورون أنّ معنى الآية هو أنّ جماعة معيّنة من البشر تسخر جماعة أخرى لأنفسها تسخيرا ظالما يمتصّ الدماء و الجهود، في حين أن الأمر ليس كذلك، بل هو استخدام الناس بعضهم بعضا، أي أنّ كل جماعة من الناس لهم إمكانيّات و استعدادات خاصّة يستطيعون العمل بواسطتها في مجال ما من شؤون الحياة، و هم بطبيعة الحال يقدمون خدماتهم في ذلك الحقل إلى الآخرين، كما أنّ خدمات الآخرين في الحقول الأخرى تقدم إليهم.

و الخلاصة: هو استخدام متبادل، و خدمة ذات طرفين، و بتعبير آخر: فإنّ الهدف من التسخير هو التعاون في أمر الحياة، و لا شي‌ء آخر.

و لا يخفى أنّ البشر لو كانوا متساوين جميعا من ناحية الذكاء و الاستعداد الروحي و الجسمي، فسوف لن تتهيّأ مستلزمات الحياة الاجتماعيّة، و النظم الحياتيّة مطلقا، كما أن خلايا جسم الإنسان لو كانت متشابهة من ناحية البنية و الرقة و المقاومة لا ختل نظام الجسم، فأين خلايا عظم كعب القدم القويّة جدّا من خلايا العين الرقيقة؟ إن لكل من هاتين مهمّة خاصّة بنيت على أساسها.

و المثال الحي الذي يمكن أن يضرب لهذا الموضوع هو الخدمات المتبادلة في جهاز التنفّس، و دوران الدم، و التغذية، و سائر أجهزة بدن الإنسان، التي هي مصداق واضح ل لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً سُخْرِيًّا في إطار نشاطات البدن الداخليّة، فهل يمكن الإشكال على مثل هذا التسخير؟ و هل فيه خلل أو نقص؟

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 16  صفحة : 45
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست