responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 16  صفحة : 445

و قد أبلغ عن النّبي جميع من في البادية من القبائل أن يحضروا معه في سفره هذا، إلّا أنّ قسما من ضعيفي الإيمان لووا رؤوسهم عن هذا الأمر و أعرضوا عنه و كان تحليلهم هو أنّ المسلمين لا يستطيعون الحفاظ على أرواحهم في هذا السفر في حين أنّ كفار قريش كانوا في حالة حرب مع المسلمين و قاتلوهم في أحد و الأحزاب على مقربة من المدينة، فإذا توجّهت هذه الجماعة القليلة العزلاء من كلّ سلاح نحو مكّة و عرّضت نفسها إلى العدو المدجّج بالسلاح. فكيف ستعود إلى بيوتها بعدئذ؟! إلّا أنّهم حين رأوا المسلمين و قد عادوا إلى المدينة ملاء الأيدي وافرين قد حصلوا على امتيازات تستلفت النظر من صلح الحديبيّة دون أن تراق من أحدهم قطرة دم، عرفوا حينئذ خطأهم الكبير و جاؤوا إلى النّبي صلى اللّه عليه و آله و سلّم ليعتذروا إليه، و يبرّروا تخلّفهم عنه و يطلبوا منه أن يستغفر لهم! غير أنّ الآيات آنفة الذكر نزلت ففضحتهم و أماطت عنهم اللثام.

و على هذا، فالآيات هذه- تبيّن حالة المخلّفين ضعاف الإيمان بعد أن بيّنت الآيات السابقة حال المنافقين و المشركين لتتمّ حلقات البحث و يرتبط بعضها ببعض! تقول هذه الآيات: سَيَقُولُ لَكَ الْمُخَلَّفُونَ مِنَ الْأَعْرابِ شَغَلَتْنا أَمْوالُنا وَ أَهْلُونا فَاسْتَغْفِرْ لَنا يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ ما لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ‌.

إنّهم لم يكونوا صادقين حتى في توبتهم! فأبلغهم يا رسول و قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ لَكُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً إِنْ أَرادَ بِكُمْ ضَرًّا أَوْ أَرادَ بِكُمْ نَفْعاً؟! فليس على اللّه بعزيز و لا عسير أن يحفكم بأنواع البلاء و المصائب و أنتم في دار أمنكم و بين أهليكم و أبنائكم كما لا يعزّ عليه أن يجعلكم في حصن حصين من بأس الأعداء و لو كنتم في مركزهم!

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 16  صفحة : 445
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست