responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 16  صفحة : 433

فما ذا يفعل بنا فنزلت الآية لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِناتِ‌ [1].

و على كلّ حال، فإنّ هذه الآيات تتحدّث عن علاقة صلح الحديبيّة و آثاره وردّ الفعل المختلف في أفكار الناس و نتائجه المثمرة، و كذلك عاقبة كلّ من الفريقين اللذين امتحنا في هذه «البوتقة» و المختبر- فتقول الآية الأولى من هذه الآيات محل البحث‌ لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِناتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها. فلا تسلب هذه النعمة الكبرى عنهم أبدا ...

و إضافة إلى ذلك فإنّ اللّه يعفو عنهم‌ وَ يُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ وَ كانَ ذلِكَ عِنْدَ اللَّهِ فَوْزاً عَظِيماً [2].

و بهذا فإنّ اللّه قد وهب المؤمنين بإزاء ما وهب لنبيّه في فتحه المبين من المواهب الأربعة موهبتين عظميين هما «الجنّة خالدين فيها» و «التكفير عن سيّئاتهم» بالإضافة إلى إنزال السكينة على قلوبهم و مجموع هذه المواهب الثلاث يعدّ فوزا عظيما لأولئك الذين خرجوا من الامتحان بنجاح و سلامة!.

و كلمة «الفوز» التي توصف في القرآن غالبا ب «العظيم» و أحيانا توصف ب «المبين» أو «الكبير» بناء على ما يقول «الراغب» في «مفرداته» معناها الانتصار و نيل الخيرات المقرون بالسلامة، و ذلك في صورة ما لو كان فيه النجاة في الآخرة و إن اقترن مع زوال بعض المواهب الدنيوية.

و طبقا للرواية المعروفة عن أمير المؤمنين علي عليه السّلام حين ضربه اللعين عبد الرحمن بن ملجم في محراب العبادة بالسيف على أمّ رأسه قال هاتفا

«فزت و ربّ الكعبة»

و كأنّه يقول فزت بأنّي أمضيت ختم صحيفتي بدم رأسي.


[1]- تفسير المراغي، ج 26، ص 85 و تفسير أبو الفتوح الرازي، ج 10، ص 26 و تفسير روح المعاني للآلوسي، ج 26، ص 86.

[2]- طبقا لهذا البيان فإنّ جملتي «ليدخل» و كذلك «و يعذّب» اللتين هما في الآية التالية معطوفان على جملة ليغفر، و قد اختار جماعة من المفسّرين هذا الرأي كالشيخ الطوسي في «التبيان» و الطبرسي في «مجمع البيان» و أبو الفتوح الرازي في تفسيره، غير أنّ جماعة آخرين قالوا أنّ ما سبق آنفا معطوف على جملة ليزدادوا إيمانا و هذا لا ينسجم مع شأن النّزول و لا مجازاة الكفّار.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 16  صفحة : 433
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست