6- و أساسا فإنّ استيحاش قريش من مواجهة الجيش الذي كان يتألّف من ألف و
أربعمائة مسلم فحسب و لا يحمل أي منهم سلاحا سوى سلاح السفر و قبول قريش بمعاهدة
الصلح كان بنفسه أيضا عاملا مهما على تقوية المعنويات عند المسلمين و هزيمة أعداء
الإسلام إلى درجة أنّهم كانوا يتهيّبون من مواجهة المسلمين!.
7- و بعد صلح الحديبيّة كتب النّبي صلى اللّه عليه و آله و سلّم كتبا و
(رسائل) متعددة إلى رؤساء الدول الكبرى (إيران و الروم و الحبشة) و ملوك العالم
البارزين يدعوهم فيها إلى الإسلام، و هذا بنفسه يدل على أن صلح الحديبيّة أعطى
المسلمين الثقة بأنفسهم و أن ينفتحوا لا على الجزيرة العربية فحسب بل على آفاق
العالم قاطبة!
***
و الآن لنعد ثانية إلى تفسير الآيات! ...
نستطيع أن ندرك ممّا ذكر آنفا- بشكل جيد- أنّ صلح الحديبيّة كان بحق انتصارا
للإسلام و فتحا للإسلام و المسلمين فلا غرابة أن يعبّر عنه القرآن بالفتح المبين!.
ثمّ بعد هذا كله فإنّ هناك قرائن كثيرة تؤيد هذا التّفسير ..
1- جملة- فتحنا- التي جاءت بصيغة الفعل الماضي تدل على أنّ هذا الأمر قد تحقق
عند نزول الآيات في حين أنّه لم يكن وقتئذ أي شيء سوى صلح الحديبية!.
2- زمان نزول الآيات المشار إليها آنفا و الآيات الأخرى المذكورة في هذه
السورة التي تمدح المؤمنين و تذم المنافقين و المشركين في صلح الحديبيّة كلّ ذلك
شاهد آخر على هذا المعنى، و الآية (27) من سورة الفتح التي تؤكّد على تحقق رؤيا
النّبي صلى اللّه عليه و آله و سلّم لَقَدْ
صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ
الْحَرامَ إِنْ شاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُؤُسَكُمْ وَ مُقَصِّرِينَ لا
تَخافُونَ هي شاهد بليغ على أنّ