responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 16  صفحة : 358

تعالى: رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَ رَضُوا عَنْهُ ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ‌ [1].

و بذلك فإنّ المؤمنين الطاهرين الصالحين يتمتّعون بأنواع المواهب المادية و المعنوية في الجنان الخالدة، و في جوار رحمة اللّه.

و لنر الآن ماذا سيكون مصير الفريق المقابل للمؤمنين، أي الكفار؟

تقول الآية متابعة لحديثها: كَمَنْ هُوَ خالِدٌ فِي النَّارِ وَ سُقُوا ماءً حَمِيماً فَقَطَّعَ أَمْعاءَهُمْ‌ [2].

«الأمعاء» جمع «معي»- على وزن سعي- و «معا»- على وزن غنا- و تطلق أحيانا على كلّ ما في البطن، و تقطيعها إشارة إلى شدّة حرارة هذا الشراب الجهنّمي المرعب، و قوّة إحراقه.

***
ملاحظات‌

1- أنهار الجنّة الأربعة

يستفاد من آيات القرآن المجيد جيدا أنّ في الجنّة أنهارا و عيونا مختلفة، و لكلّ منها فائدة و لذّة خاصّة، و قد ورد ذكر أربعة نماذج منها في الآية المذكورة، و ستأتي نماذج أخرى في سورة الدهر، و سنذكرها في تفسيرها، إن شاء اللّه تعالى.

إنّ التعبير ب «الأنهار» في شأن هذه الأنواع الأربعة، يوحي بأنّ كلا منها ليس نهرا واحدا، بل أنهار عديدة.

لقد قلنا مرارا: إنّ نعم الجنّة ليست بالشي‌ء الذي يمكن التحدّث عنه بألفاظ محادثاتنا اليومية في حياتنا الدنيا، فإنّ هذه الألفاظ قاصرة عن أن تجسدها


[1]- سورة المائدة، 119.

[2]- لقد وردت أبحاث كثيرة في تركيب هذه الآية أيضا، و الأنسب منها جميعا أنّ للآية تقديرا هو: أ فمن هو خالد في الجنّة التي هذه صفاتها كمن هو خالد في النّار؟

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 16  صفحة : 358
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست