responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 16  صفحة : 331

مهددة بالسقوط، فإنّ القتال هنا يعتبر قيمة سامية، و يكتسب عنوان الجهاد في سبيل اللّه، و لذلك توجد في الإسلام أنواع من الجهاد: الجهاد الابتدائي، المحرر للأمم، و الجهاد الدفاعي، و الجهاد من أجل إخماد نار الفتنة و الشرك و الوثنية، و قد أوردنا تفصيلها في موضع آخر [1].

بناء على هذا فإنّ الجهاد الإسلامي على خلاف ما يدّعيه أعداء الإسلام من أنّه يعني فرض العقيدة على الآخرين، بل إنّ العقيدة المفروضة لا قيمة لها في الإسلام، لكن الجهاد يتعلق بالموارد التي يشن فيها العدو الحرب ضد الأمّة الإسلامية، أو عند ما يسلبها الحريات التي منحها اللّه إيّاها، أو أنّه يريد أن يهدر حقوقها و يصادرها، أو أنّ ظالما قد أخذ بأنفاس مظلوم فيجب على المسلمين حينئذ أن يهبوا لنصرة المظلوم، حتى و إن أدّى الأمر إلى قتال القوم الظالمين.

و قد عكست الآيات السابقة هذا المعنى في عبارة لطيفة وجيزة، حينما تقول:

ذلِكَ بِأَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا اتَّبَعُوا الْباطِلَ وَ أَنَّ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّبَعُوا الْحَقَّ مِنْ رَبِّهِمْ‌ و على هذا فإنّ الحرب هي حرب بين الحق و الباطل، لا أنّها وسيلة لتكوين الدولة، و محاولة توسيع رقعتها، و الإغارة على أموال الآخرين، و التسلّط و إعمال القوة و الإرهاب.

و لهذا السبب- أيضا- قرأنا في الرواية التي أوردناها في تفسير هذه الآيات أنّ نار الحرب لن تخمد في المجتمع الإنساني إلّا بعد القضاء على الدجّالين، و تطهير الأرض من دنسهم.

و هنا نكتة تستحق الانتباه، و هي أنّ الإسلام قد أكّد على مسألة التعايش السلمي مع أتباع الأديان السماوية الأخرى، و قد وردت في الآيات و الرّوايات و الفقه الإسلامي بحوث مفصلة في هذا الباب تحت عنوان (أحكام أهل الذمّة) فإذا كان الإسلام يؤيّد فرض العقيدة و الإكراه عليها، و يتوسّل بالقوة و السيف من أجل‌


[1]- التّفسير الأمثل، ذيل الآية 193 من سورة البقرة.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 16  صفحة : 331
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست