responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 16  صفحة : 322

من البديهي أن «ضرب الرقاب» كناية عن القتل، و على هذا فلا ضرورة لأن يبذل المقاتلون قصارى جهدهم لأداء هذا الأمر بالخصوص، فإنّ الهدف هو دحر العدو و القضاء عليه، و لما كان ضرب الرقاب أوضح مصداق له، فقد أكّدت الآية عليه.

و على أية حال، فإنّ هذا الحكم مرتبط بساحة القتال، لأنّ «لقيتم»- من مادة اللقاء- تعني الحرب و القتال في مثل هذه الموارد، و في نفس هذه الآية قرائن عديدة تشهد لهذا المعنى كمسألة أسر الأسرى، و لفظة الحرب، و الشهادة في سبيل اللّه، و التي وردت في ذيل الآية.

و خلاصة القول: إنّ اللقاء يستعمل- أحيانا- بمعنى اللقاء بأي شكل كان، و أحيانا بمعنى المواجهة و المجابهة في ميدان الحرب، و استعمل في القرآن المجيد بكلا المعنيين، و الآية مورد البحث ناظرة إلى المعنى الثّاني.

و من هنا يتّضح أنّ أولئك الذين حوّروا هذه الآية و فسّروها بأنّ الإسلام يقول:

حيثما وجدتم كافرا فاقتلوه، لم يريدوا إلّا الإساءة إلى الإسلام، و اتخاذ الآية بمعناها المحرّف حربة ضد الدين الحنيف، محاولة منهم لتشويه صورة الإسلام الناصعة، و إلّا فإنّ الآية صريحة في اللقاء في ساحة الحرب و ميدان القتال.

من البديهي أنّ الإنسان إذا واجه عدوا شرسا في ميدان القتال، و لم يقابله بحزم و لم يكل له الضربات القاصمة و لم يذقه حرّ سيفه ليهلكه، فإنّه هو الذي سيهلك، و هذا القانون منطقي تماما.

ثمّ تضيف الآية: حَتَّى إِذا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثاقَ‌.

«أثخنتموهم» من مادة ثخن، بمعنى الغلظة و الصلابة، و لهذا تطلق على النصر و الغلبة الواضحة، و السيطرة الكاملة على العدو.

و بالرغم من أنّ أغلب المفسّرين فسّروا هذه الجملة بكثرة القتل في العدو و شدّته، إلّا أنّ هذا المعنى لا يوجد في أصلها اللغوي، كما قلنا، و لكن لمّا كان دفع‌

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 16  صفحة : 322
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست