responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 16  صفحة : 320

يقول القرآن الكريم: وَ ما خَلَقْنَا السَّماءَ وَ الْأَرْضَ وَ ما بَيْنَهُما باطِلًا [1].

و فسّر البعض «الباطل» بالشيطان، و آخرون بالعبثية، لكن كما قلنا، فإنّ للباطل معنى واسعا يشمل هذين التّفسيرين و غيرهما.

و تضيف الآية في النهاية: كَذلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ لِلنَّاسِ أَمْثالَهُمْ‌ أي: كما أنّه سبحانه قد بيّن الخطوط العامّة لحياة المؤمنين و الكفار، و عقائدهم و برامجهم العملية و نتائج أعمالهم في هذه الآيات، فإنّه يوضح مصير حياتهم و عواقب أعمالهم.

يقول الراغب في مفرداته: المثل عبارة عن قول يشبه قولا في شي‌ء آخر بينهما مشابهة يبيّن أحدهما الآخر.

و يستفاد من كلام آخر له أنّ هذه الكلمة تستعمل أحيانا بمعنى «المشابهة»، و أحيانا بمعنى «الوصف».

و الظاهر أنّ المراد في هذه الآية هو المعنى الثاني، أي إنّ اللّه سبحانه يصف حال الناس هكذا، كما مثّل الجنّة في الآية (15) من سورة محمّد: مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ‌.

و على أية حال، فالذي يستفاد من هذه الآية جيدا، أنّنا كلما اقتربنا من الحق اقتربنا من الإيمان، و سنكون أبعد عن حقيقة الإيمان و أقرب إلى الكفر بتلك النسبة التي تميل بها أعمالنا نحو الباطل، فإنّ أساسي الإيمان و الكفر هما الحق و الباطل.

***
______________________________

(1)- سورة ص، الآية 27.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 16  صفحة : 320
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست