responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 16  صفحة : 299

القرآن، و اطلاعهم على محتواها، أتوا قومهم مسرعين و شرعوا بدعوتهم.

لقد تحدّثوا أوّلا عن كون القرآن حقّا، و أثبتوا ذلك بأدلة ثلاثة، ثمّ بدأوا بترغيبهم، فبشروهم بالنجاة و الخلاص من قبضة عذاب الآخرة في ظل الإيمان بهذا الكتاب السماوي، و كان ذلك تأكيدا على مسألة المعاد من جانب، و صرف الاهتمام إلى قيم الآخرة الأصيلة في مقابل قيم الدنيا الزائلة الفانية من جانب آخر.

ثمّ نبّهوهم في المرحلة الثّالثة على أخطار ترك الإيمان، و حذروهم تحذيرا مقترنا بالاستدلال و الحرص، و أخيرا بيّنوا لهم عاقبة الانحراف عن هذا المسير، فالانحراف عنه هو الضلال المبين.

إنّ هذا الأسلوب في التبليغ و الإعلام أسلوب مؤثر نافع لكلّ فرد و لكلّ فئة.

2- أفضل دليل على عظمة القرآن محتواه‌

يظهر جليا من الآيات أعلاه- و آيات سورة الجن- أنّ هذه الفرقة من الجن قد انجذبوا إلى القرآن و انشدوا إليه بمجرّد سماع آياته، و لا يوجد أي دليل على أنّهم قد طلبوا من نبيّ الإسلام صلى اللّه عليه و آله و سلّم معجزة أخرى.

لقد اعتبر هؤلاء انسجام القرآن المجيد مع آيات الكتب السابقة من جهة، و أنّه يدعوا الى الحق من جهة ثانية، و استقامة برامجه العملية و تخطيطه من جهة ثالثة، كافيا لأن يدل على كونه حقّا.

و الحق أنّ الأمر كذلك، فإنّ التدبّر في محتوى القرآن و التحقيق فيه يغنينا عن الحاجة إلى أي دليل آخر.

إنّ كتابا لشخص أمي لم يدرس، و في محيط ملي‌ء بالجهل و الخرافات، يكون فيه هذا المحتوى السامي، و العقائد الطاهرة النقية، و التوحيد الخالص، و القوانين المحكمة المنسجمة، و الاستدلالات القوية القاطعة، و البرامج المتينة البنّاءة،

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 16  صفحة : 299
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست