responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 16  صفحة : 294

في جوف الليل، و كانت طائفة من الجن يمرون من هناك، فلما سمعوا قراءة النّبي صلى اللّه عليه و آله و سلّم للقرآن أصغوا إليه و قال بعضهم لبعض: اسكتوا و أنصتوا، فلما أتمّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلّم تلاوته آمنوا به، و أتوا قومهم كرسل يدعونهم إلى الإسلام، فآمن لهم جماعة، و أتوا جميعا الى النّبي صلى اللّه عليه و آله و سلّم فعلّمهم رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلّم الإسلام، فنزلت هذه الآيات و آيات سورة الجن‌ [1].

و نقل جماعة عن ابن عباس سبب نزول آخر يقرب من سبب النّزول السابق، باختلاف: إنّ النّبي صلى اللّه عليه و آله و سلّم كان مشتغلا بصلاة الصبح و كان يقرأ القرآن فيها، و كان جماعة من الجن في حالة بحث و تحقيق، إذا كان انقطاع أخبار السماء عنهم قد أقلقهم، فسمعوا صوت تلاوة النّبي صلى اللّه عليه و آله و سلّم فقالوا: هذا سبب انقطاع أخبار السماء عنّا، فرجعوا إلى قومهم و دعوهم إلى الإسلام‌ [2].

و قد أورد العلّامة الطبرسي في مجمع البيان سببا ثالثا للنزول هنا، و هو يرتبط بقصة سفر النّبي صلى اللّه عليه و آله و سلّم إلى الطائف و خلاصته:

بعد وفاة أبي طالب صعب الأمر على النّبي صلى اللّه عليه و آله و سلّم فرحل إلى الطائف لعله يجد أنصار، فبرز إليه أشراف الطائف و كذّبوه أشدّ تكذيب، و رموا النّبي بالحجارة حتى سالت الدماء من قدميه، فأعياه التعب، فأتى إلى جنب بستان و استظل بظل نخلة، و كانت الدماء تسيل منه.

و كان البستان لعتبة بن ربيعة و شيبة بن ربيعة، و كانا من أثرياء قريش، فتأذى النبي صلى اللّه عليه و آله و سلّم من رؤيتهما لعلمه بعدائهما للإسلام من قبل، فأرسلا غلامهما «عداسا»- و كان رجلا نصرانيا- إلى النّبي صلى اللّه عليه و آله و سلّم بطبق من العنب، فقال النّبي صلى اللّه عليه و آله و سلّم لعداس:

«من أي أرض أنت»؟ قال: من نينوى، قال: «من مدينة العبد الصالح يونس بن‌


[1]- تفسير علي بن إبراهيم طبقا لنقل نور الثقلين، المجلد 5، صفحة 19، باختصار يسير.

[2]- ورد هذا الحديث الذي أوردنا ملخصه في صحيح البخاري و مسلم و مسند أحمد بصورة مفصلة، طبقا لنقل في ظلال القرآن، المجلد 7، صفحة 429.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 16  صفحة : 294
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست