و العجيب
أنّه بعد كل هذه المحاربة الإسلامية لهذا التفكير الخرافي و إبطاله، فإنّهم إذا ما
أرادوا أن يصفوا امرأة فإنّهم يقولون: إنّها ملك، أمّا في شأن الرجال فقلما يستعمل
هذا التعبير. و كذلك قد يختارون كلمة الملك و الملاك اسما للنساء! ثمّ تجيبهم
الآية بصيغة الاستفهام الإنكاري فتقول: أَ شَهِدُوا خَلْقَهُمْ؟
و تضيف في
النهاية: سَتُكْتَبُ شَهادَتُهُمْ وَ يُسْئَلُونَ.
لقد ورد ما
قرأناه في هذه الآيات بصورة أخرى في سورة النحل الآيات (56- 60) أيضا، و قد أوردنا
هناك بحثا مفصّلا حول عقائد عرب الجاهليّة فيما يتعلق بمسألة الوأد، و عقيدتهم في
جنس المرأة، و كذلك حول دور الإسلام في إحياء شخصيّة المرأة و مقامها السامي.