responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 16  صفحة : 276

يأمره بأخذ البيعة من الناس لابنه يزيد، و كان «عبد الرحمن بن أبي بكر» حاضرا في المجلس، فقال: يريد معاوية أن يجعل هذا الأمر هرقليا و كسرويا- ملكي الروم و فارس- إذا مات الآباء جعلوا أبناءهم مكانهم، و إن لم يكونوا أهلا لذلك، أو كانوا فساقا؟

فصاح مروان من على المنبر: صه، فأنت الذي نزلت فيه: وَ الَّذِي قالَ لِوالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُما.

و كانت «عائشة» حاضرة، فقالت: كذبت، و إنّي لأعلم فيمن نزلت هذه الآية، و لو شئت لأخبرتك باسمه و نسبه، لكن رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلّم لعن أباك و أنت في صلبه، فأنت فضض من لعنة رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلّم‌ [1].

أجل ... و لقد كان ذنب عبد الرحمن عشقه و محبّته لأمير المؤمنين علي عليه السّلام، و هو أمر كان يسوء بني أمية كثيرا، هذا من جهة.

و من جهة أخرى فإنّه كان مخالفا لصيرورة الخلافة وراثية، و تبديلها إلى سلطنة، و كان يعتبر أخذ البيعة ليزيد نوعا من الانحراف نحو الكسروية و الهرقلية، و لذلك أصبح غرضا لأعداء الإسلام الألداء، أي آل أميّة، فحرّفوا آيات القرآن فيه.

و كم هو مناسب الجواب الذي أجابت به عائشة مروان بأنّ اللّه سبحانه لعن أباك إذ كنت خلفه، و هو إشارة إلى الآية (60) من سورة الإسراء حيث تقول:

وَ الشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ‌ [2].

***
______________________________

(1)- أبو الفتوح الرازي في تفسيره، المجلد 10، صفحة 159، و نقل هذه الرواية بتفاوت يسير في مجلد 9، صفحة 6017.

(2)- يراجع لتفسير هذه الآية ذيل الآية (60) من سورة الإسراء. و ينبغي الالتفات إلى أنّ «مروان بن الحكم» هو ابن «أبي العاص»، و هذا بدوره ابن «أميّة» أيضا.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 16  صفحة : 276
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست