responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 16  صفحة : 27

اللَّه، و كانوا يعتقدون في الوقت نفسه أنّها آلهتهم، و أنّها شبيهة به- سبحانه- و مثله.

إنّ لفظة (كظيم) من مادّة «كظم»، و تعني الحلقوم، و جاءت أيضا بمعنى غلق فم قربة الماء بعد امتلائها، و لذلك فإنّ هذه الكلمة استعملت للتعبير عمّن امتلأ قلبه غضبا أو غمّا و حزنا. و هذا التعبير يحكي جيّدا عن خرافة تفكير المشركين البله في عصر الجاهليّة فيما يتعلق بولادة البنت، و كيف أنّهم كانوا يحزنون و يغتمّون عند سماعهم بولادة بنت لهم، إلّا أنّهم في الوقت نفسه كانوا يعتقدون بأنّ الملائكة بنات اللَّه سبحانه! و تضيف في الآية الكريمة: أَ وَ مَنْ يُنَشَّؤُا فِي الْحِلْيَةِ وَ هُوَ فِي الْخِصامِ غَيْرُ مُبِينٍ‌ [1].

لقد ذكر القرآن هنا صفتين من صفات النساء غالبا، تنبعثان من ينبوع عاطفتهنّ، إحداهما: تعلّق النساء الشديد بأدوات الزينة، و الأخرى: عدم امتلاكهنّ القدرة الكافية على إثبات مرادهنّ أثناء المخاصمة و الجدال لحيائهنّ و خجلهنّ.

لا شكّ أنّ بعض النسوة ليس لداهنّ هذا التعلّق الشديد بالزينة، و لا شكّ أيضا أنّ التعلّق بالزينة و محبّتها في حدود الاعتدال لا يعد عيبا في النساء، بل أكّد عليها الإسلام، إلّا أنّ المراد هو أكثريّة النساء اللاتي تعوّدن على الإفراط في الزينة في أغلب المجتمعات البشريّة، و كأنّهن يولدن بين أحضان الزينة و يتربّين في حجرها.

و كذلك لا يوجد أدنى شكّ في أنّ بعض النسوة ارتقين أعلى الدرجات في قوّة المنطق و البيان، لكن لا يمكن إنكار ضعف النساء عند المخاصمة و البحث و الجدال، إذا ما قورنت بقدرة الرجال، و ذلك بسبب خجلهنّ و حيائهنّ.

و الهدف بيان هذه الحقيقة، و هي: كيف تظنّون و تعتقدون بأنّ البنات أولاد اللَّه سبحانه، و أنّكم مصطفون بالبنين؟


[1]- «ينشّؤا» من مادة «الإنشاء»، أي إيجاد الشي‌ء، و هنا بمعنى تربية الشي‌ء، و تنميته، و «الحلية» تعني الزينة، و «الخصام» هو المجادلة و النزاع على شي‌ء ما.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 16  صفحة : 27
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست