responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 16  صفحة : 247

هذا المعنى.

لكن لا مانع من أن نفسر الآية بمعناها الواسع، فتدخل فيه كلّ هذه المعبودات، سواء الحية و الميتة، العاقلة و غير العاقلة، فتكون التعابير متناسبة مع ذوي العقول من باب التغليب.

و عند ما تقول الآية: إنّهم لا يجيبونهم إلى يوم القيامة، فإنّ ذلك لا يعني أنّهم سيجيبونهم يوم القيامة- ما ظن البعض ذلك- بل إنّ هذا التعبير متداول في النفي المؤيد، كما نقول مثلا: لو أصررت على فلان إلى يوم القيامة لما أقرضك، أي أنّه سوف لا يقوم بها العمل أبدا، لا أنّه سيلبي طلبك في يوم القيامة.

و سبب ذلك معلوم أيضا، لأنّ كلّ سعي و جهد و تلبية طلب و قضاء حاجة نافع في هذه الحياة الدنيا، فإذا انتهت انتهى معها إمكان القيام بكلّ هذه الأعمال.

و الأشد أسفا من ذلك أنّه: وَ إِذا حُشِرَ النَّاسُ كانُوا لَهُمْ أَعْداءً وَ كانُوا بِعِبادَتِهِمْ كافِرِينَ‌.

أمّا المعبودات من العقلاء، فإنّهم سيهبون لإظهار عدائهم لهؤلاء الضالين، فالمسيح عليه السّلام يظهر اشمئزازه و تنفره من عابديه، و تتبرأ الملائكة منهم، بل و حتى الشياطين و الجن تظهر عدم رضاها. و أمّا المعبودات التي لا عقل لها و لا حياة، فإنّ اللّه سبحانه سمحها العقل و الحياة لتنطق بالبراءة من هؤلاء العبدة و تبدي غضبها عليهم.

لقد ورد نظير هذا المعنى في آيات القرآن الأخرى، و من جملتها الآية (14 من سورة فاطر، حيث تقول: إِنْ تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعاءَكُمْ وَ لَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجابُوا لَكُمْ وَ يَوْمَ الْقِيامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَ لا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ. و كررت في الآيات مورد البحث كلّ هذه المسائل بتفاوت يسير.

لكن كيف ينكر المعبودون عبادة عابديهم، و هي ممّا لا ينكر؟

ربّما كان ذلك إشارة إلى أنّهم كانوا يعبدون أهواءهم في الحقيقة، و لم يكونوا

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 16  صفحة : 247
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست