responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 16  صفحة : 245

أَ رَأَيْتُمْ ما تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَرُونِي ما ذا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّماواتِ‌.

إذا كنتم تقرون بأنّ الأصنام لا دخل لها في خلق الموجودات الأرضية مطلقا، و لا في خلق الشمس و القمر و النجوم و موجودات العالم العلوي، و تقولون بصراحة بأن اللّه هو خالقها جميعا [1]، فعلام تمدون أكفكم إلى الأصنام التي لا تضرّ و لا تنفع، و لا تسمع و لا تعقل، تستمدون منها العون في حلّ معضلاتكم، و دفع البلاء عنكم، و استجلاب البركات إليكم؟

و إذا قلتم- على سبيل الفرض- إنّها شريكة في أمر الخلق و التكوين ف ائْتُونِي بِكِتابٍ مِنْ قَبْلِ هذا أَوْ أَثارَةٍ مِنْ عِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ‌.

و خلاصة القول، فإنّ الدليل إمّا أن يكون نقليا عن طريق الوحي السماوي، أو عقليا منطقيا، أو بشهادة العلماء و تقريرهم، أمّا أنتم فلستم مستندين إلى الوحي و الكتاب السماوي في دعواكم حول الأصنام، و غير قادرين من طريق العقل على إثبات اشتراكها في خلق السماوات و الأرض و بالتالي إثبات كونها آلهة، و لم يرد أثر من أقوال العلماء الماضين ما يؤيد رأيكم و يدعم اعتقادكم، و من هنا يتبيّن أنّ دينكم و معتقدكم لا يعدو كونه حفنة من الخرافات المستهجنة، و الأوهام الكاذبة.

بناء على هذا، فإنّ جملة أَرُونِي ما ذا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ ... إشارة إلى دليل العقل، و جملة ائْتُونِي بِكِتابٍ مِنْ قَبْلِ هذا إشارة إلى الوحي السماوي، و التعبير ب أَثارَةٍ مِنْ عِلْمٍ‌ إشارة إلى سنن الأنبياء الماضين و أوصيائهم، أو آثار العلماء السابقين‌ [2]. و قد ذكر علماء اللغة و المفسّرون عدةّ معان لكلمة «أثارة»- على وزن حلاوة- فمنها: بقية الشي‌ء، الرواية، العلامة. لكنّ الظاهر أنّها تعود إلى معنى واحد،


[1]- لقد ورد هذا المعنى في أربع آيات من القرآن، و طالعوا تفصيلا أكثر حول هذا المطلب في ذيل الآية (25) من سورة الزخرف من التّفسير الأمثل.

[2]- نقرأ

في حديث روي عن الإمام الباقر عليه السّلام في أصول الكافي في تفسير جملة (أو أثارة من علم) أنّه قال: «إنّما عنى بذلك علم أوصياء الأنبياء». نور الثقلين، المجلد 5، صفحة 9.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 16  صفحة : 245
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست