responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 16  صفحة : 242

و ربّما كان هذا هو السبب في أن تضيف الآية مباشرة: تَنْزِيلُ الْكِتابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ‌.

إنّه نفس التعبير الذي ورد في بداية ثلاث سور من الحواميم، و هي: المؤمن، و الجاثية، و الأحقاف.

و لا شكّ في الحاجة إلى قوّة لا تقهر، و حكمة لا حد لها، لكي تنزل مثل هذا الكتاب.

ثمّ تحولت الآيات من كتاب التدوين إلى كتاب التكوين، فتحدثت الآية عن عظمة السماوات و الأرض و كونهما حقا، فقالت: ما خَلَقْنَا السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ وَ ما بَيْنَهُما إِلَّا بِالْحَقِ‌ فلا ترى في كتاب سمائه كلمة تخالف الحق، و لا تجد في مجموع عالم خلقه شيئا نشازا لا ينسجم و الحق، فالكل منسق منتظم، و كله مقترن بالحق.

لكن، كما أنّ لهذا الكون بداية، فإنّ له نهاية أيضا، و لذلك تضيف الآية: وَ أَجَلٍ مُسَمًّى‌ فإذا حل الأجل ستفنى الدنيا بما فيها، و لما كان هذا العالم مقترنا بالحق و يسير ضمن منهجه، و له هدف مرجو، فمن الطبيعي أن يوجد عالم آخر تبحث فيه الأعمال و تعلن فيه النتائج، و بناء على هذا، فإنّ كون هذا العالم حقّا دليل بنفسه على وجود المعاد، و إلّا فإنّه سيكون لغوا و عبثا لا فائدة فيه، و سيقترن حين ذلك بكثير من المظالم و المفاسد.

لكن مع أنّ القرآن حق، و خلق العالم حق أيضا: وَ الَّذِينَ كَفَرُوا عَمَّا أُنْذِرُوا مُعْرِضُونَ‌ فالآيات القرآنية تهددهم و تنذرهم بصورة متلاحقة متوالية، و تحذرهم بأن محكمة عظمى أمامهم، هذا من جانب، و من جانب آخر فإنّ نظام الخلقة بدقته و أنظمته الخاصّة يدل بنفسه على أنّ في الأمر حسابا و نظاما، غير أنّ هؤلاء الغافلين لم يلتفتوا لا إلى هذا و لا إلى ذلك.

كلمة «معرضون»- من الإعراض- تشير إلى أنّ هؤلاء إذا نظروا إلى آيات‌

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 16  صفحة : 242
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست