هذه السورة هي آخر سورة تبدأ ب حم و تسمى جميعا الحواميم.
و قد كانت لنا بحوث كثيرة حول الحروف المتقطعة بعامة، و (حم) بخاصة، في بدايات
سور البقرة و آل عمران و الأعراف سور الحواميم السابقة، فلا حاجة لتكرارها هنا.
و نكتفي هنا بالقول بأنّ هذه الآيات التي تهزّ الأعماق، و تحرك الوجدان، و
التي تضمنها القرآن الكريم بين دفتيه تتكون من حروف الهجاء البسيطة، من الألف و
الباء، و الحاء و الميم و أمثالها، و كفى بها دليلا على عظمة اللّه سبحانه إذ أظهر
هذا المركّب العظيم من مثل هذه المفردات البسيطة، و لو تأملنا فيه كثيرا، و فكرنا
في أسراره حتى القيامة فسيبقى فيه من الأسرار الخافية الكثير الكثير.